الجمعة، 27 فبراير 2015

الاستعمار اللغوي

الاستعمار اللغــوي ...
اللافتات و أسماء المحال في الشارع المصري تكاد تختفي منها اللغة العربية ..
و حيثما ذهبت بعينيك لا ترى إلا أسماء فرنسية أو إنجليزية أو إيطالية .. على اليمين و على اليسار غزو ثقافي مكتسِح ..
أوتيل كونتيننتال .. روستوران أورينتال .. بوتيك شارك .. بيتزا إيطاليانو .. عصير مادونا .. حلواني داليشس .. كافيه كابوتشينو .. آيس كريم تاون .. كويك فود .. كوافير رومانتيك .. عجلاتي كويك رن .. ميكانيكي ستاندرد .. سراير هاي لايف .. ترزي شيك .. أزياء مودرنا .. إلخ .. إلخ ..
و لا تجد هذا أبداً في المساجد .. و إنما تجد الأسماء العربية و العربية الفصحى .. مسجد الرحمة .. و مسجد الرحمن .. و مسجد التقوى .. و مسجد الرضوان .. و مسجد قِباء .. و مسجد محمود .. و مسجد التوبة .. و مسجد المغفرة .
الإسلام هو الذي حفظ هوية المنطقة .. و هو الذي لا زال يضبط النطق العربي .. و في هذه الفوضى من التفرنج و الإغتراب كان المسجد هو مؤشر الأصالة و الحافظ للطابع و الميراث العربي .
و ما زلت أعتقد أن الدين هو الذي حفظ المنطقة من الضياع و الإنسلاخ و التلون باللون الذي أراده المستعمرون .
و كان من نتيجة هذا العامل الديني الضابط للإيقاع .. أن حدث العكس و رأينا المستعمر هو الذي يتلون باللون العربي و يتشرب الذوق المصري ، و يتعلم اللهجة المصرية و النكتة المصرية و الأكلة المصرية .
و نذكر أن الإسكندر حينما غزا مصر لم يستطع أن ينقل إليها آلهة الأولمب اليونانية ، و إنما على العكس .. ألبسه كهنة سيوة ديانة آمون و خرج من معبد سيوة على اعتقاد أنه ابن الإله المصري الذي حبلت به أمه المقدونية .
و كلها أدلة على سلطان الدين و قوته في مصر .. و أن مصر تصبغ الذي يغزوها برغم ما يبدو في ظاهر الشارع المصري أنها هي التي تصطبغ بلونه .
و الحقيقة أن الغزو الثقافي برغم ضراوته لم يتجاوز القشرة الرقيقة الخارجية التي ما تلبث أن تتمزق أمام أي عارض و تظهر من تحتها الماهية و الهوية الدينية الأصيلة لهذا البلد العريق .
و الحضور الإسلامي يفرض نفسه هذه الأيام .
و نحن نرى الآن الهوية الإسلامية تملأ الساحة بكل درجات الطيف .. من الحضور الإسلامي الواعي و المستنير إلى التشدد و التطرف إلى الهوس إلى الإغراق في الشكليات و التصلب على الشعارات إلى الجنون و الفوبيا الدينية .
و الهوس و التدين الشكلي و النقاب و القفازات و العباءات السود هي في نظري غزو ثقافي آخر مُضاد و هو أجنبي عنا و عن إسلامنا بقدر غُربة و أجنبية العري الفرنسي و الثقافات الأمريكية المنحلة .
و هو سلاح مُسدَد لغزو الإسلام من داخله مثلما أن الثقافات الأمريكية المنحلة سلاح مسدد لهدم الإسلام من خارجه .. و الفرق أنه غزو للبيت من بابه .. غزو يستعمل نفس الأبجدية الإسلامية و يستخدم نفس الرموز الدينية .. و يَدخُل علينا من الشرق و ليس من الغرب .. و يقول بسم الله الرحمن الرحيم .. و لا إله إلا الله .. كما نقول .
و جماعة البِلالِيين في أمريكا ( نسبة إلى بلال ) الذين يركبون البغلة اقتداءً بالرسول عليه الصلاة و السلام و يأكلون بأصابعهم و يقضون الحاجة في الخلاء .. هم نموذج آخر من هذا الهراء الذي يسيء إلى الإسلام ، و يدعو إلى الفهم الخاطئ و المتخلف لمعنى السنّة المحمدية .. فالنبي عليه الصلاة و السلام لم يتميز عن أقرانه بركوب البغال ، فالكل كانوا يركبون الدواب و كانوا يقضون الحاجة في الخلاء و كانوا يأكلون بأصابعهم ..
و إنما تميَّز و انفرد بالصدق و الأمانة و الشجاعة و الشهامة و التقوى و مكارم الأخلاق .. و في هذا يكون الإقتداء ، و ليس في البِغال و في الأكل بالأصابع و في قضاء الحاجة في الخلاء .. و ليس في ذلك السخَف أي سُنّة و إنما هو غزو ثقافي مضاد يستخِف بالإسلام و يهزأ من السُنّة و يضحك على العقول .
و كل هذه التيارات المتناقضة تموج بها دوامة الشارع هذه و لا يدري بعض دعاة الإسلام أنهم دعاة ضد الإسلام من حيث لا يشعرون .
و يختلط الحابل بالنابِل و تختلط الأوراق على ضعفاء النفوس .
و لا ننسى الغزو الآخر الجهير القادم من الشمال في سينما الجنس و العُنف و مسرح الهزل و الفُحش و غناء الديسكو و موسيقى الزار و الهلوسات التشكيلية التي تدلق الألوان على اللوحات و تسميها جماليات سيريالية ، و تضع كومة من الزلط و تسميها نحتاً ، و تجمع زبالة من الحديد الصدئ و تسميها تمثالاً .
ثم الغزو الثقافي الآخر في الشِعر .. و المذاهب الجديدة في النَظْم بلا نظم .. و الإغراب لمجرد الإغراب .. و الأبيات التي بلا وزن و بلا نحو و بِلا إعراب .. و أنواع اللغة التي فقدت تواصل اللغة و وظائف اللغة .. و قصيدة ج و أمثالها .
ثم الغزو الآخر الفاجِر في رواية سَلمان رشدي " آيات شيطانية " الذي تصور فيها أنه أتى بإبداع جديد في عالَم الرواية و ما أتى إلا بأحقاده الشيطانية و ما عَبّر إلا عن مرضه النفسي .
و مصر بلد مفتوح النوافذ على ثلاث قارات .. أوروبا و آسيا و إفريقيا ..
و هي لا تستطيع أن تغلق أبوابها لأنها جسر عبور و ممر تجاري و ثقافي و حضاري و ملتقى زوابع .
و هي بلد غنية بسواحلها و آثارها و بترولها و معادنها و ناسها و تاريخها .
و هي مطمع الكل .
و فيما مضى كان يغزوها العَسكَر و تفتحها الجيوش .. أما الآن فالغزو إقتصادي و ثقافي و هو يدخل من باب الصحيفة و الكتاب و شاشة السينما و شاشة التليفزيون .. و يحكم من داخل صندوق النقد الدولي .. و يسيطر من خانة القروض و الفوائد .. و يتسلل من ثغرة التكدس السكاني و من الحاجة إلى القمح و الرغيف .
و الجيوش الآن جيوش خفيّة إسمها الموساد .. و الـ C.I.A و الماسونية .. و المخدرات .. و الإرهاب .. و القنابل .. و المتفجرات ..
و التآمر الآن يستعمل نوعاً جديداً من العِمالة الراقية .. هم وجهاء الناس و كبراؤهم و سادتهم و أغنياؤهم .. كما يستعمل نوعاً آخر من العمالة الدون يدربها على القتل و تفجير القنابل و تلغيم العربات .
و في هذه الأجواء العنكبوتية يعيش المواطن المصري .
و في هذا العصر المرعب يعيش العالَم المقبل على فواتح القرن الواحد و العشرين .
و المتابع للأخبار و القارئ للصحف يصاب بضغط الدم و الذبحة و الجلطة و الإكتئاب لكثرة ما يقرأه و يشاهده من الإنفجارات و الثورات و الإنقلابات و عجائب الجرائم و أحداث القسوة و العنف التي تشيب لها الرءوس ، و كأنما اختفى الضمير فجأة و تحول البشر إلى قطيع من الحيوانات .
و تتكلم دول كُبرى عن حقوق الإنسان و هي ذاتها تدوس على عُنُق هذا الإنسان بالحذاء .. و وسط هذا الجنون لا شيء يمسك على الإنسان عقله ، و يعيد بعض الهدوء إلى قلبه المرتاع الملتاع سوى بقية من دين و بصيص من إيمان عميق و إسلام صادق منقاد لقضاء الله و قدره ، واثق بحكمته المستترة الخافية من وراء كل شيء .

..
 

من أعداء العربية

مِنْ_أعداء_العربيَّة‬
وِلْيَم_ويلكوكس‬ [١٨٥٢ – ١٩٣۲]
هو في الأصل مُهندسٌ بريطانيٌّ وُلِدَ في ‫#‏الهند‬ وماتَ في ‫#‏مصر‬، وكانَ يعملُ في قِطَاع الريِّ في مصر وغيرها مِنَ البلاد التي وقعتْ تحت سيطرة الاحتلال البريطاني.
في البداية شنَّ هجومًا شَرِسًا على ‫#‏اللغة_العربية‬، ودعا إلى أنْ تكونَ لغة العلم في المدارس هي اللغة الإنڭليزية.
فلمَّا لم تُفْلِحْ هذه الدعوة، ارتفعَ صوتُهُ بدعوةٍ جديدة، وهي الكتابة بالعاميَّة؛ فدعا إلى الكتابة والتأليف بها؛ بدعوى أنها أقدرُ على إفهام...ِ النَّاسِ مِنَ العربيَّةِ الفُصْحَى.
ولمْ يكتفِ بالقول فقط، فقرنَهُ بالعمل؛ فترجم ‫#‏الإنجيل‬ في هذه الفترة إلى العاميَّة.
__________
وفي مفارقةٍ لطيفة أنَّ تاريخَ وفاةِ هذا الرجل كانَ عام ١٩٣٢ بالقاهرة، وهو العام نفسه الذي صدر فيه مرسومٌ ملكيٌّ بإنشاء مَجْمَع اللغة العربيَّة بالقاهرة؛ فلعلَّ القاهرةَ قهرتْهُ فماتَ مقهورًا ذلك العام!

 

الجمعة، 20 فبراير 2015

إعراب سورة البقرة


قصة نائب الفاعل (مقدمة لدرس نائب الفاعل)


كان يا ما كان في هذا العصر والأوان .
كان هناك جملة مفيدة لا يكدر صفو إعرابها شئ . هذه الجملة تعيش في أمن وسلام مكونة من فعل وفاعل ومفعول به.
وذات يوم وفي موقف من أصعب المواقف على هذه الجملة.... قال الفاعل:...
لقد عرض علي أن أكون فاعلا في جملة أخرى , ولا بد من إجابة الطلب .
لذلك ستحل محلي يا مفعول!
قال المفعول به: وكيف ذلك أيها الفاعل فأنت أساسي في الجملة الفعلية ولا يمكن الإستغناء عنك؟
قال الفاعل: بل يمكن الاستغناء عني وأنت من سيقوم بالمهمة.
المفعول به: وافقت أيها الفاعل على طلبك . ولكن لن أحل محلك إلا بشروط!
الفاعل: وما شروطك؟
المفعول به: أن آخذ نفس أحكامك , أنت مرفوع وأنا منصوب . لذلك أريد منك التكرم بإعطائي حكمك الإعرابي
وهو الرفع.
قال الفاعل: خذ حكمي الإعرابي ولكن لن تأخذ اسمي . بل ستكون تحت مسمى نائب الفاعل.
قال المفعول به : قبلت فاذهب في مهمتك على بركة الله.
وعندما خرج الفاعل وهم المفعول بالدخول مكانه حتى لاح صوت من جانب الفعل.
المفعول به : من صاحب الصوت؟
الفعل: أنا الفعل لن أسمح لك بأن تأتي بعدي إلا بعد أن أجري على نفسي بعض التغيرات . فقد كنت مبنيا للمعلوم . وبعد خروج الفاعل سأصبح مبنيا للمجهول.
المفعول به : وما التغيرات التي أو التحسينات التي ستجريه على نفسك أيها الفعل؟
الفعل : سيضم الحرف الأول مني ويكسر الثاني إذا كنت ماضيا. وسيضم الأول ويفتح الثالث إذا كنت مضارعا.
المفعول به : ونعم التغيرات هيا قم بها الآن حتى نصبح أنا وأنت جملة مفيدة . وحتى يعلم الفاعل أنه ترك وراءه مفعولا به يعتمد عليه .
مثال توضيحي للقصة السابقة:
حفظ : محمد القرآن. حفظ. فعل ماض مبني على الفتح( مبني للمعلوم )
محمد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
القرآن:. مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
سيخرج الفاعل( محمد).
تصبح الجملة : حفظ ........................ القرآنَ.
ما الكلمة التي سنضعها؟؟ هي القرآن.
التغيرات التي ستطرأ على الفعل ( حفظ)
ضم الأول وكسرالثاني.( حٌفِظ)
التغيرات التي ستطرأ على المفعول به : تحريك آخره بالضم بدلا من الفتح.
تصبح الجملة : حُفِظ القرآنُ.
حفظ: فعل ماض مبني على الفتح ( مبني للمجهول) لا محل له من الإعراب.
القرآن: نائب عن الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

من طرائف الأدب.

وأقبل رجلٌ إلى عُمَر بن الخطاب فقال له عمر : ما اسمك ؟
.
فقال : شِهاب ابن حُرْقة ،
.
قال : ممَّن ؟ ...
.
قال : من أهل حَرَّة النار ،
.
قال : وأين مَسكنك ؟
.
قال : بذات لَظى ،
.
قال : اذهب فإن أهلَك قد احترقوا .
.
فكان كما قال عمر رضي الله عنه .
.
العقد لابن عبد ربه

من طرائف الأدب.

أَهْدى رجلٌ من الثُقلاء إلى رجل من الظُرفاء جَمَلاً ،
.
ثم نزَل عليه حتى أبْرمه ، فقال فيه :
.
يا مبرماً أهدى جَمَلْ ... خُذْ وانصرف ألفيْ جَمَل...
.
قالَ وما أوْقارُها ... قلتُ زَبِيبٌ وعَسَلْ
.
قال ومَن يَقُودها ... قلتُ له ألْفَا رَجُل
.
قال ومَن يَسُوقها ... قلتُ له ألْفَا بَطَل
.
قال وما لِباسُهم ... قلتُ حُلِيً وحُلَل
.
قال وما سِلاحُهم ... قلتُ سُيوف وأَسَل
.
قال عَبِيد لي إذن ... قلتُ نَعم ثم خَوَل
.
قال بهذا فاكتُبوا ... إذن عليكم لي سِجل
.
قلت له ألْفي سِجل ... فاضمَنْ لنا أن تَرْتَحل
.
قال وقد أضجرتُكم ... قلتُ أَجَل ثم أَجل
.
قال وقد أبرَمتُكم ... قلتُ له الأمر جَلَل
.
قال وقد أثقلتكم ... قلتُ له فوق الثَقل
.
قال فإني راحلٌ ... قلتُ العَجَلِ ثم العَجَل
.
يا كوكبَ الشُؤم ومَن ... أرْبَى على نحْس زُحَل
.
يا جبلاً مِن جَبَلٍ ... في جَبَلٍ فوق جبَل
.
العقد لابن عبد ربه

إذ الظرفية

إذ الظرفية
======
1- تكون ظرف للزمان الماضي مبنيا على السكون في محل نصب مفعول فيه،ويضاف إلى الجملة،مثال:هاتفني صديقي إذ أنا نائم.أكرمك إذ تزورني.
...
2- قد يحذف المضاف إليه وتنوّن (إذ) تنوين عوض وفي هذه الحالة تعرب ظرف زمان مبني على السكون المقدر في محل جر مضاف إليه،مثال:هاتفتك وكنتَ حينئذٍ نائما.
3- وتكون ظرف زمان في محل نصب مفعولا به،مثال:اذكر إذ كنت فقيرا فساعدتك.
4- وتكون ظرف زمان في محل نصب بدل اشتمال من المفعول به،مثال:قال تعالى:واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت مكانا شرقيا. مريم:

همسة لغوية

همسة لغوية :
=======
القمران هما الشمس والقمر ،وغلب لفظ القمر ﻷنه مذكر
و لو كان النساء كمن عرفنا **...
لفضلت النساء على الرجال
و ما التأنيث في اسم الشمس عيب **
و لا التذكير فخر للهلال

إذن تعرب حرف جواب أو حرفاً ناصباً
وتنصب بشروط:
- تصدُّرُها: أي تقع في أوَّل جملتها.
- دِلالتها على المُستقبل لا الماضي أو الحاضر.
- اتِّصالها بالفعل المضارع مباشرةً
و يجوز الفصل بالقسَم أو بـ لا النَّافية.
إذن والله نرمـــــيَــــهــــم بــحـربٍ
تُشيبُ الطِّفلَ مِن قبلِ المشيبِ