الاثنين، 19 يناير 2015

العام الجديد

العَيْشُ في تِلْكَ الحياةِ مُحَيِّرُ .. وهمومُها في كلِّ يَوْمٍ تكْبُرُ
تربو الهمومُ، تصيرُ بُنْيانًا على .. صدري، ونارًا في الفؤادِ تسعَّرُ
ما إنْ يفيقُ العَقْلُ مِنْ أحداثِها .. حتَّى يرى أخرى تهِلُّ وتَظْهَرُ
عامٌ يروحُ وتنقضي أيَّامُهُ .. ويجيءُ آخرُ بالخفايا يَظْهَرُ
عامٌ مضى والقَتْلُ ترعى خيلُهُ .. فينا، وأشباحُ المنايا تَسْكَرُ!
ونظلُّ نرنو للجديدِ لعلَّهُ .. يمحو خطايا سابقيهِ ويغْفِرُ!
يأيُّها العامُ الجديدُ، ترفُّقًا .. بقلوبنا؛ إنَّ القلوبَ تَفَطَّرُ
كم في بلادِ المسلمينَ مشرَّدٍ .. كم دمعةٍ فوقَ الخدودِ تحدَّرُ!
كم مِنْ أسيرٍ خلفَ جُدْرانِ الأسى .. سبحانه المتجبِّرُ المتكبِّرُ!

السبت، 17 يناير 2015

مراحل عمر الطفل في اللغة.

أوكي وأخواتها

أفٍّ

ثنائيات

الاستعمار اللغــوي


اللافتات و أسماء المحال في الشارع المصري تكاد تختفي منها اللغة العربية ..
و حيثما ذهبت بعينيك لا ترى إلا أسماء فرنسية أو إنجليزية أو إيطالية .. على اليمين و على اليسار غزو ثقافي مكتسِح ..
أوتيل كونتيننتال .. روستوران أورينتال .. بوتيك شارك .. بيتزا إيطاليانو .. عصير مادونا .. حلواني داليشس .. كافيه كابوتشينو .. آيس كريم تاون .. كويك فود .. كوافير رومانتيك .. عجلاتي كويك رن .. ميكانيكي ستاندرد .. سراير هاي لايف .. ترزي شيك .. أزياء مودرنا .. إلخ .. إلخ ..
و لا تجد هذا أبداً في المساجد .. و إنما تجد الأسماء العربية و العربية الفصحى .. مسجد الرحمة .. و مسجد الرحمن .. و مسجد التقوى .. و مسجد الرضوان .. و مسجد قِباء .. و مسجد محمود .. و مسجد التوبة .. و مسجد المغفرة .
الإسلام هو الذي حفظ هوية المنطقة .. و هو الذي لا زال يضبط النطق العربي .. و في هذه الفوضى من التفرنج و الإغتراب كان المسجد هو مؤشر الأصالة و الحافظ للطابع و الميراث العربي .
و ما زلت أعتقد أن الدين هو الذي حفظ المنطقة من الضياع و الإنسلاخ و التلون باللون الذي أراده المستعمرون .
و كان من نتيجة هذا العامل الديني الضابط للإيقاع .. أن حدث العكس و رأينا المستعمر هو الذي يتلون باللون العربي و يتشرب الذوق المصري ، و يتعلم اللهجة المصرية و النكتة المصرية و الأكلة المصرية .
و نذكر أن الإسكندر حينما غزا مصر لم يستطع أن ينقل إليها آلهة الأولمب اليونانية ، و إنما على العكس .. ألبسه كهنة سيوة ديانة آمون و خرج من معبد سيوة على اعتقاد أنه ابن الإله المصري الذي حبلت به أمه المقدونية .
و كلها أدلة على سلطان الدين و قوته في مصر .. و أن مصر تصبغ الذي يغزوها برغم ما يبدو في ظاهر الشارع المصري أنها هي التي تصطبغ بلونه .
و الحقيقة أن الغزو الثقافي برغم ضراوته لم يتجاوز القشرة الرقيقة الخارجية التي ما تلبث أن تتمزق أمام أي عارض و تظهر من تحتها الماهية و الهوية الدينية الأصيلة لهذا البلد العريق .
و الحضور الإسلامي يفرض نفسه هذه الأيام .
و نحن نرى الآن الهوية الإسلامية تملأ الساحة بكل درجات الطيف .. من الحضور الإسلامي الواعي و المستنير إلى التشدد و التطرف إلى الهوس إلى الإغراق في الشكليات و التصلب على الشعارات إلى الجنون و الفوبيا الدينية .
و الهوس و التدين الشكلي و النقاب و القفازات و العباءات السود هي في نظري غزو ثقافي آخر مُضاد و هو أجنبي عنا و عن إسلامنا بقدر غُربة و أجنبية العري الفرنسي و الثقافات الأمريكية المنحلة .
و هو سلاح مُسدَد لغزو الإسلام من داخله مثلما أن الثقافات الأمريكية المنحلة سلاح مسدد لهدم الإسلام من خارجه .. و الفرق أنه غزو للبيت من بابه .. غزو يستعمل نفس الأبجدية الإسلامية و يستخدم نفس الرموز الدينية .. و يَدخُل علينا من الشرق و ليس من الغرب .. و يقول بسم الله الرحمن الرحيم .. و لا إله إلا الله .. كما نقول .
و جماعة البِلالِيين في أمريكا ( نسبة إلى بلال ) الذين يركبون البغلة اقتداءً بالرسول عليه الصلاة و السلام و يأكلون بأصابعهم و يقضون الحاجة في الخلاء .. هم نموذج آخر من هذا الهراء الذي يسيء إلى الإسلام ، و يدعو إلى الفهم الخاطئ و المتخلف لمعنى السنّة المحمدية .. فالنبي عليه الصلاة و السلام لم يتميز عن أقرانه بركوب البغال ، فالكل كانوا يركبون الدواب و كانوا يقضون الحاجة في الخلاء و كانوا يأكلون بأصابعهم ..
و إنما تميَّز و انفرد بالصدق و الأمانة و الشجاعة و الشهامة و التقوى و مكارم الأخلاق .. و في هذا يكون الإقتداء ، و ليس في البِغال و في الأكل بالأصابع و في قضاء الحاجة في الخلاء .. و ليس في ذلك السخَف أي سُنّة و إنما هو غزو ثقافي مضاد يستخِف بالإسلام و يهزأ من السُنّة و يضحك على العقول .
و كل هذه التيارات المتناقضة تموج بها دوامة الشارع هذه و لا يدري بعض دعاة الإسلام أنهم دعاة ضد الإسلام من حيث لا يشعرون .
و يختلط الحابل بالنابِل و تختلط الأوراق على ضعفاء النفوس .
و لا ننسى الغزو الآخر الجهير القادم من الشمال في سينما الجنس و العُنف و مسرح الهزل و الفُحش و غناء الديسكو و موسيقى الزار و الهلوسات التشكيلية التي تدلق الألوان على اللوحات و تسميها جماليات سيريالية ، و تضع كومة من الزلط و تسميها نحتاً ، و تجمع زبالة من الحديد الصدئ و تسميها تمثالاً .
ثم الغزو الثقافي الآخر في الشِعر .. و المذاهب الجديدة في النَظْم بلا نظم .. و الإغراب لمجرد الإغراب .. و الأبيات التي بلا وزن و بلا نحو و بِلا إعراب .. و أنواع اللغة التي فقدت تواصل اللغة و وظائف اللغة .. و قصيدة ج و أمثالها .
ثم الغزو الآخر الفاجِر في رواية سَلمان رشدي " آيات شيطانية " الذي تصور فيها أنه أتى بإبداع جديد في عالَم الرواية و ما أتى إلا بأحقاده الشيطانية و ما عَبّر إلا عن مرضه النفسي .
و مصر بلد مفتوح النوافذ على ثلاث قارات .. أوروبا و آسيا و إفريقيا ..
و هي لا تستطيع أن تغلق أبوابها لأنها جسر عبور و ممر تجاري و ثقافي و حضاري و ملتقى زوابع .
و هي بلد غنية بسواحلها و آثارها و بترولها و معادنها و ناسها و تاريخها .
و هي مطمع الكل .
و فيما مضى كان يغزوها العَسكَر و تفتحها الجيوش .. أما الآن فالغزو إقتصادي و ثقافي و هو يدخل من باب الصحيفة و الكتاب و شاشة السينما و شاشة التليفزيون .. و يحكم من داخل صندوق النقد الدولي .. و يسيطر من خانة القروض و الفوائد .. و يتسلل من ثغرة التكدس السكاني و من الحاجة إلى القمح و الرغيف .
و الجيوش الآن جيوش خفيّة إسمها الموساد .. و الـ C.I.A و الماسونية .. و المخدرات .. و الإرهاب .. و القنابل .. و المتفجرات ..
و التآمر الآن يستعمل نوعاً جديداً من العِمالة الراقية .. هم وجهاء الناس و كبراؤهم و سادتهم و أغنياؤهم .. كما يستعمل نوعاً آخر من العمالة الدون يدربها على القتل و تفجير القنابل و تلغيم العربات .
و في هذه الأجواء العنكبوتية يعيش المواطن المصري .
و في هذا العصر المرعب يعيش العالَم المقبل على فواتح القرن الواحد و العشرين .
و المتابع للأخبار و القارئ للصحف يصاب بضغط الدم و الذبحة و الجلطة و الإكتئاب لكثرة ما يقرأه و يشاهده من الإنفجارات و الثورات و الإنقلابات و عجائب الجرائم و أحداث القسوة و العنف التي تشيب لها الرءوس ، و كأنما اختفى الضمير فجأة و تحول البشر إلى قطيع من الحيوانات .
و تتكلم دول كُبرى عن حقوق الإنسان و هي ذاتها تدوس على عُنُق هذا الإنسان بالحذاء .. و وسط هذا الجنون لا شيء يمسك على الإنسان عقله ، و يعيد بعض الهدوء إلى قلبه المرتاع الملتاع سوى بقية من دين و بصيص من إيمان عميق و إسلام صادق منقاد لقضاء الله و قدره ، واثق بحكمته المستترة الخافية من وراء كل شيء .
..

قـــــــــــــدْ:


 "قد " قسمان اثنان: اسمية وحرفية، والاسمية على وجهين:...
1 - اسم فعل ماض بمعنى " كفى "، قال ابن مالك: " إذا كانت " قد " اسما فهي على ضربين:
أحدهما: اسم فعل ماض بمعنى " كفى"، فتستعمل استعمال أسماء الأفعال، فيتم بها الكلام مع الفاعل..." شرح التسهيل، 3 / 421 .
2 - اسم مرادِف لـ " حَسْب "، وتكون على وجهين:
الأوَّل: مبنية وهو الغالب فيها، لشبهها بـ " قد " الحرفية، وبالحروف في وضعها على حرفين اثنين، نحو :" قَدْ زَيْدٍ دِرْهَمٌ ".
الثاني: مُعْربة، وهو قليل، على نحو: " قَدُ زَيْدٍ دِرْهَمٌ " بالرفع، كما يُقال: " حَسْبُهُ دِرهَمٌ".
والفرق بين " قد " المستعملة اسم فعل، و" قد " المرادفة لـ " حَسْبُ "، أنَّها إذا كانت اسم فعل نُصِبَ ما بعدها، وإذا كانت بمعنى " حسْب " لم يكن ذلك.

أمَّا " قد " الحرفية، وهي التي تهم الباحث في معاني الأدوات، فهي من الحروف التي تختص بالفعل المتصرف الخبري المُثبت المجرَّد من جازم وناصب، وحرف تنفيس، وهي معه – أي مع الفعل – كالجزء، فلا تُفصل منه بشيء."
المغني، 2 / 528 .

الأربعاء، 14 يناير 2015

اللغة العربية وخصائصها الصوتية.


إن اللغة العربية تملك أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات، حيث تتوزع مخارج الحروف بين الشفتين إلى أقصى الحلق. وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروف أكثر عدداً ولكن مخارجها محصورة في نطاق أضيق ومدرج أقصر، كأن تكون مجتمعة متكاثرة في الشفتين وما والاهما من الفم أو الخيشوم في اللغات الكثيرة الغنة ( الفرنسية مثلاً)، أو تجدها متزاحمة من جهة الحلق.
وتتوزع هذه المخارج في هذا المدرج توزعاً عادلاً يؤدي إلى التوازن والانسجام بين الأصوات. ويراعي... العرب في اجتماع الحروف في الكلمة الواحدة وتوزعها وترتيبها فيها حدوث الانسجام الصوتي والتآلف الموسيقي. فمثلاً لا تجتمع الزاي مع الظاء والسين والضاد والذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد، ولا الحاء مع الهاء، ولا الهاء قبل العين، ولا الخاء قبل الهاء ، ولا النون قبل الراء ، ولا اللام قبل الشين.
وأصوات العربية ثابتة على مدى العصور والأجيال منذ أربعة عشر قرناً. ولم يُعرف مثل هذا الثبات في لغة من لغات العالم في مثل هذا اليقين والجزم. إن التشويه الذي طرأ على لفظ الحروف العربية في اللهجات العامية قليل محدود، وهذه التغيرات مفرقة في البلاد العربية لا تجتمع كلها في بلد واحد. وهذا الثبات، على عكس اللغات الأجنبية، يعود إلى أمرين : القرآن، ونزعة المحافظة عند العرب.
وللأصوات في اللغة العربية وظيفة بيانية وقيمة تعبيرية، فالغين تفيد معنى الاستتار والغَيْبة والخفاء كما نلاحظ في : غاب ، غار ، غاص ، غال ، غام. والجيم تفيد معنى الجمع : جمع ، جمل، جمد ، جمر. وهكذا .
وليست هذه الوظيفة إلا في اللغة العربية ، فاللغات اللاتينية مثلاً ليس بين أنواع حروفها مثل هذه الفروق، فلو أن كلمتين اشتركتا في جميع الحروف لما كان ذلك دليلاً على أي اشتراك في المعنى.

خصائص الكلمة العربية ( الشكل والهيئة أو البناء والصيغة أو الوزن ).

إن صيغ الكلمات في العربية هي اتحاد قوالب للمعاني تُصبُّ فيها الألفاظ فتختلف في الوظيفة التي تؤديها. فالناظر والمنظور والمنظر تختلف في مدلولها مع اتفاقها في أصل المفهوم العام الذي هو النظر. الكلمة الأولى فيها معنى الفاعلية والثانية المفعولية والثالثة المكانية.
وللأبنية والقوالب وظيفة فكرية منطقية عقلية. لقد اتخذ العرب في لغتهم للمعاني العامة أو المقولات المنطقية قوالب أو أبنية خاصة : الفاعلية - المفعولية - المكان - الزمان - السببية - الحرفة - الأصوات - المشاركة - الآلة - التفضيل - الحدث.
إن الأبنية في العربية تعلم تصنيف المعاني وربط المتشابه منها برباط واحد، ويتعلم أبناء العربية المنطق والتفكير المنطقي مع لغتهم بطريقة ضمنية طبيعية فطرية.
وللأبنية وظيفة فنية، فقوالب الألفاظ وصيغ الكلمات في العربية أوزان موسيقية، أي أن كل قالب من هذه القوالب وكل بناء من هذه الأبنية ذو نغمة موسيقية ثابتة. فالقالب الدال على الفاعلية من الأفعال الثلاثية مثلاً هو دوماً على وزن فاعل والدال على المفعولية من هذه الأفعال على وزن مفعول.
وإن بين أوزان الألفاظ في العربية ودلالاتها تناسباً وتوافقاً، فصيغة ( فعّال) لمبالغة اسم الفاعل تدل بما فيها من تشديد الحرف الثاني على الشدة أو الكثرة، وبألف المد التي فيها على الامتداد والفاعلية الخارجية.
وتتميز اللغة العربية بالموسيقية فجميع ألفاظها ترجع إلى نماذج من الأوزان الموسيقية، والكلام العربي نثراً كان أم شعراً هو مجموع من الأوزان ولا يخرج عن أن يكون تركيباً معيناً لنماذج موسيقية.
وقد استثمر الشعراء والكتاب العرب هذه الخاصة الموسيقية فقابلوا بين نغمة الكلام وموضوعه مقابلة لها أثر من الوجهة الفنية. فمثلاً يقول النابغة الذبياني :
ميلــــوا إلى الــدار مـن ليلى نحييـهـــا نـعــم ونســـألهـا عن بعــض أهليـهــــا
حيث ينقلك إلى جو عاشق يهيم ويتأمل وتهفو نفسه برقة وحنان إلى آثار الحبيب بما في البيت من نعومة الحروف وكثرة المدود وحسن توزعها وجمال تركيب الألفاظ.
ويقول البحتري متحدثاً عن الذئب :
عوى ثـــم أقـعــى فارتجــزت فهجتـــــه فأقـبــــل مثــــل البـرق يتبعه الرعد
فينقل تتابع حركات الذئب السريع في ألفاظ قصيرة الأوزان متوالية الحركات.
وقد بلغت هذه الخاصة الموسيقية ذروتها في التركيب القرآني، فأنت تحس، مثلاً في سورة العاديات ، عدو الخيل : ((والعاديات ضبحاً. فالموريات قدحاً. فالمغيرات صبحاً. فأثرن به نقعاً. فوسطن به جمعاً)).
وكان لأوزان الألفاظ أثر في جمال الكتابة العربية، فالكلمات التي على وزن واحد تتشابه ألفاظها الكتابية مثل الكلمات على وزن فاعل أو على وزن مفعول. إن هذه الكلمات في التركيب يكون منها ما يشبه الزخارف العربية.
وتتأرجح الصيغ بين الثبات والتطور، والثبات غالب ولا يسبب هذا جمود العربية، فإن لها على حالتها الحاضرة من الصيغ والأبنية غنى لا تضارعها فيه لغة أخرى من اللغات الراقية التي تفي بحاجات الإنسان في مثل هذا العصر.
إن الإخلال بهذه الأبنية وإفسادها إفساد لنظام اللغة، فلذلك كان العرب إذا أدخلوا كلمة أعجمية احتاجوا إليها صاغوها على نماذج ألفاظهم وبنوها على أحد أبنيتهم وجعلوها على أحد أوزانهم.
وبين العربية والطبيعة صلة وثقى، فالأجسام في الطبيعة على كثرتها ترجع إلى عناصر بسيطة محدودة العدد تتشابه وتختلف بحسب تشابه تركيب مادتها واختلافه. وكذلك اللغة العربية ترجع كلماتها التي لا تكاد تحصى إلى عناصر محدودة ثابتة هي الحروف.
وفي الطبيعة تشابه ونمطية وتكرر، فللشجرة مهما كان نوعها أوراق وأغصان جذع وثمر. وفي اللغة أيضاً تشابه بين أبنية الفاعلين والمفعولين والمكان والزمان. ولكل فرد من أفراد الجنس الواحد في الطبيعة ذاتيته مع مشابهته لسائر أفراد الجنس. وكذلك للفظ ذاتيته مع مشابهته لسائر الألفاظ المشتركة معه في الأصل أو البناء والصيغة. وفي الطبيعة تسلسل وتوارث يقابله تسلسل وتوارث في اللغة. وفي الطبيعة محافظة وتجديد، وكذلك في اللغة محافظة وتجديد أيضاً.

أول إعلان في التاريخ كان شعراً.


إن أول إعلان في التاريخ كان في شكل بيت من الشعر نظمه الشاعر ربيعة بن عامر الملقب بمسكين الدارمي، فقد حضر إليه أحد التجار يشكو نفاذ كل الخمارات التي يبيعها عدا السوداء فلم يجد أحدا ليشتريها منه، فنظم الشاعر قصيدة وأرسلها لأحد الشعراء ليتغنى بها، جاء فيها:
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلـت بناسـك متعبـد
...
قد كان شمر للصلاة ثيابـه حتى وقفت له بباب المسجـد
ردي عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق ديـن محمـد
ولما انتشرت هذه القصيدة لم تبق واحدة لم تشترِ الخمار الأسود فنفدت كل الخمارات لدى التاجر، بل يقال إنه باعها بسعر مرتفع!.

الخطأ في قولنا: أذين أيمن وأذين أيسر .


الأذين الأيمن والأذين الأيسر يذكران في تشريح القلب، وهذان التعبيران موجودان في كتب التعليم المدرسي وغيرها من الكتب العلمية الخاصة بعلوم الطب والأحياء والتشريح، وعلى المواقع العلمية في الشبكة العنكبوتية.
والذي يعنينا في هذا الموطن التنبيه على أن صيغة الأذين بالتذكير لا تصح في العربية وأن الواجب فيها الأذينة؛ وذلك أنه يراد بالكلمة تصغير الأذن، والأذن كلمة مؤنثة البتة، فلا بد من اختتام مصغرها بالتاء، كما نقول في مصغر:...
عين← عيينة
شمس← شميسة
هند← هنيدة

فلا يجوز تصغير الكلمات الآنفة الذكر إلى عيين وشميس وهنيد. لأنها أسماء ثلاثية مؤنثة يجب عند تصغيرها إلحاق التاء بها. فالواجب مع الأذن في تصغيرها أن نقول أذينة، والأوجب تصحيح الخطأ في الكتب والمواقع العلمية إلى أذينة يمنى وأذينة يسرى.

الأعمى ابن الأعمى.


هو علي بن إسماعيل، أبو الحسن، اللغوي الأندلسيّ المُرْسيّ (نسبة إلى مرسية مسقط رأسه، وهي مدينة في شرق الأندلس)، المعروف بابن سيده، إمام اللغة وآدابها، وأحد من يضرب بذكائه المثل. مع أنه قد غلبت كنيته (ابن سِيدَه) على اسم أبيه، وإن كانت المصادر وكتب التراجم لم تذكر سبب تكنيته تلك.
نشأ ابن سِيدَه في بيت علم ولغة، حيث كان أبوه من النحاة من أهل المعرفة والذكاء، وقد تعهد ابنه هذا بالرعاية والتعليم، وصقله صغيرًا وشبّعه بحب اللغة وعلومها، وإن العجب ليس في أن أباه هذا... كان ضريرًا، بل العجب كل العجب من أن الابن أيضًا (ابن سيده) كان ضريرًا مثل أبيه، فهو أعمى ابن أعمى، ولكنه ورغم عمى بصره فقد كان نيّر القلب كأبيه، قد رزقه الله عوضًا عن فقدان بصره حافظة قوية وذهنًا متوقدًا، وذكاءً حادًّا.
وقد شهد بذلك أبو عمر الطلمنكي يوم أن قال: دخلت مرسية فسألني أهلها أن يسمعوا مني "الغريب المصنف" (هو من كتب اللغة التي تُعنى بالغريب، ومصنفه هو أبو عبيد القاسم بن سلام)، قال أبو عمر: فقلت: أحضروا من يقرؤه، فجاؤوا برجل أعمى يقال له ابن سيده فقرأه عليّ كله من حفظه وأنا ممسك بالأصل، فتعجبت من حفظه.
بذاكرته اللاقطة التي منّ الله بها عليه استطاع ابن سيده أن يُلمّ بعلوم اللغة العربية وينبغ في آدابها ومفرداتها، فكان -كما قال الحميدي- إمامًا في العربية حافظا للغة، وله في الشعر حظ وتصرف، وقد وصفه القاضي الجياني وكان معاصرًا له (ت 486هـ) فقال: "لم يكن في زمنه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها، وكان حافظًا". ناهيك عن علوم الحكمة والمنطق التي كانت ذائعة الصيت في ذلك الوقت.
وأما ما أُثر عنه من مصنفات فكان منها: كتاب "المحكم والمحيط الأعظم"، وكتاب "المخصص"؛ إذ هما اللذان طيّرا شهرة ابن سيده وأنزلاه بين صانعي المعاجم العربية منزلة سامقة رفيعة، باعتباره واحدا من صناعها العظام. وإنه ورغم كثرة مؤلفاته تلك وأهمية موضوعاتها، فإنه لم يصلنا منها إلا ثلاثة منها فقط هي: المشكل من شعر المتنبي، والمحكم والمحيط الأعظم، والمخصص، أما عن باقي مصنفاته فهو إما أنه فقد مع ما فقد من مخطوطات التراث، أو أنه ما زال في غياهب دور الكتب والمحفوظات، ولم تمتد إليه بعد يد البحث وأيدي الباحثين.

أمير في السجن.


يروى أن الأمير والشاعر الأندلسي المعتمد بن عباد, صنع يوما لزوجته وبناته حوضا ملأه بالطين وعطره بالمسك والكافورد، وجعلهن يخضن فيه، وذلك بعد أن شاهدن بعض العاملات أثناء عملهن في صنع الأواني الفخارية فاشتهين أن يعملن مثلهن، ثم دارت الأيام وأصبح مصير الأمير الشاعر في السجن، في مدينة اسمها (أغمات)، وتحولت حاله من الغنى والبذخ إلى الفقر والفاقة، وجاءت بناته حافيات يزرنه في العيد، فأنشد يقول:
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا فجاءك العيد في (أغْمات) مأسورا...
ترى بناتك في الأطمار جائعةً يغزلن للناس لا يملكن قِطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعةً أبصارهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطَـأْنَ في الطين والأقدام حافيةٌ كأنها لم تطـأْ مسكا وكافورا
قد كان دهرُك إنْ تأمرْهُ ممتثلاً فردَّك الدهر منهيَّاً ومأمورا
من بات بعدك في ملك يُسَرُّ به فإنما بات بالأحلام مغرورا

لغتنا العربية.. لغة العلوم والتقنية.



نعم هي كذلك، هي لغة العلوم والتقنية، ولا نقول ذلك تعصبا وانتصارا، وإن كنا لا نُخفي اعتزازنا بلغتنا وحبنا لها، ولكن نقوله تقريرا لحقيقة لا نشك فيها، ولدينا الأدلة القاطعة عليها، وهي أدلة تنطلق من ثلاثة محاور:
الأول هو خصائص لغتنا ومزاياها الفريدة، والثاني هو مسيرتها التاريخية كلغة للعلم والعلوم، والثالث هو حاضرها الذي نعيشه اليوم، والذي نزعم أنها أثبتت فيه قدرتها على أن تصلح لتكون لغة علم في حاضرها كما كانت في ماضيها.
أما مزاياها الفريدة وما تتمتع به من غنى في الألفاظ وقدرة على توليد المصطلحات والمفردات الجديدة، فأمر تضيق المقالات عن شرحه، ونكتفي بأطراف مختصرة منه في هذا المقال، على أن نتناول المحورين الآخرين، في مقالات قادمة إن شاء الله.
الاشتقاق ثروة لا تنضب
من أهم خصائص لغتنا ومزاياها الفريدة، تلك القابلية الهائلة على توليد الألفاظ الجديدة بالاشتقاق، وهي مزية قد توجد في بعض اللغات الأخرى، ولا سيما السامية، ولكنها في لغتنا لها ثلاث خصائص فريدة لا توجد في غيرها:
الخصيصة الأولى: أن عدد الاشتقاقات التي يمكن توليدها من جذر واحد لا يماثله عددها في أية لغة أخرى، وهذا يعطي اللغة العربية غنى هائلاً في الألفاظ، فقد أحصى العلماء مثلاً للجذر (كتب) ما يقارب ثلاثين مشتقاً، ويكفي مقارنة ذلك بمشتقات كلمة (Write) الإنجليزية التي هي أقل من عشرة مشتقات، لنعلم أهمية هذه الميزة.
والخصيصة الثانية للاشتقاق في لغتنا، قرينة للخصيصة الأولى ومكملة لها، وكلاهما معا يعطيان اللغة مرونة لا تقارن بغيرها، تلك هي: أوزان ومعاني المشتقات، ذلك لأن كل اشتقاق له وزن، وكل وزن يدل على معنى معين، فمثلا، وزن "مَفعَل" يدل على اسم مكان، مثل متحف، مرسم، مخبز، وأوزان مثل "مِفعَلة، فاعول" تدل على اسم آلة، مثل "مكنسة، طاحون"، وهكذا. أما اللغات الأخرى "فلم تبلغ مبلغها في ضبط المشتقات بالموازين، التي تسري على جميع أجزائها، وتوفق أحسن التوفيق المستطاع بين مبانيها ومعانيها"، كما يقول عباس محمود العقاد في كتابه "اللغة الشاعرة".
والخصيصة الثالثة للاشتقاق: أنها "تجعل من اللغة جسماً حياً تتوالد أجزاؤه ويتصل بعضها ببعض بأواصر واضحة، تغني عن عدد ضخم من الكلمات المفككة المنعزلة"، كما يقول الدكتور حيدر نعمة في بحث بعنوان "ظاهرة الاشتقاق".
فمثلاً، في اللغة العربية هناك صلة في المعنى والمبنى بين كلمتي "كتاب" و"مكتبة" وبين الجذر "كتب"، أما في الإنجليزية، فلا صلة بين الجذر write وبين كلمة book بمعنى كتاب وكلمة library بمعنى مكتبة.
"من خصائص هذه اللغة العظيمة، أن الكلمة تحتفظ بدلالتها المجازية ودلالتها العلمية الواقعية في وقت واحد، بغير لبس بين التعبيرين"
المجاز وأثره في توليد الكلمات
ومن خصائص هذه اللغة العظيمة، أن الكلمة تحتفظ بدلالتها المجازية، ودلالتها العلمية الواقعية في وقت واحد، بغير لبس بين التعبيرين، فعندما نقول في الطب مثلاً: "فلان مريض بالتهاب اللوزتين"، يفهم السامع المجاز المقصود بمصطلح "التهاب"، فهو ليس الالتهاب الناتج عن حريق، ولا تفقد الكلمة معناها الأصلي، لأننا يمكن أن نقول أيضاً: "إن التهاب هذا الموقد لا يكفي لإنضاج الطعام"، فيفهم السامع العربي بسليقته أن الالتهاب هنا هو المعنى الأصلي لا المجازي، وهذا يعطي اللغة ثراء هائلا في التعابير، وقدرة على استخدام ألفاظ موجودة في اللغة، في التعبير عن كلمات جديدة طارئة لم تكن معروفة، مع بقاء المعنى الأصلي مستخدماً.
لغتنا تتطور ولكن لا تتغير
إن هذه الخصائص المدهشة للغتنا العظيمة، وغيرها مما يضيق المقام عن ذكره، قد وهبت لغتنا مرونة فريدة عجيبة، مع المحافظة على أصولها، فهي لغة تتطور ولكن لا تتغير، وكمثال بسيط، دعونا نقرأ النص القصير التالي: "أقلعت الطائرة بنا من مدرج مطار دبي، في رحلة إلى دمشق، وكانت لدينا تذاكر رقمية، وفرت علينا كثيرا من الانتظار، وقد بثت شركة الطيران عرضاً يشرح قواعد السلامة، وضرورة إغلاق هواتفنا النقالة، وحواسيبنا. وقد حطت بنا الطائرة في مطار دمشق بعد ثلاث ساعات، وكان هبوطا مريحاً".
لا يشك أحد في أن جميع كلمات هذا النص القصير، عربية أصيلة، جذورها موجودة في معاجم اللغة، غير أن المتأمل فيها يرى أن أكثر من ربعها هي كلمات لها معان جديدة لم تكن معروفة، وهي: "طائرة، مطار، مدرج، تذاكر، بثت، عرض، رقمية، هواتف، شركة، حواسيب، حطت، هبوط"، وهذه مرونة وقدرة على توليد الألفاظ مع المحافظة على اللغة عبر الأجيال، لا تعرفها أية لغة أخرى في العالم، لذلك تمكنت اللغة العربية من أن تكون بحق لغة العلوم والتقنية، في ماضيها الزاهر، وواقعها الحاضر.

قصة مثل : عادت حليمة لعادتها القديمة.


حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل، فقد كانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ وأخذت الملعقة ترتجف في يدها، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها: إن الأقدمين كانوا يقولون إن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله بعمرها يوماً، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء.
وشاء الله أن يفجعها بابها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، فجزعت حتى تمنت الموت، وأ...خذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس: عادت حليمة لعادتها القديمة.

من كنوز العربية على الشبكة العالمية.

  صدق من شبه الشبكة العالمية (الإنترنت) بالبحر، إذ إن لها من أوجه الشبه بالبحر الكثير، أهمها أنها زاخرة بالكنوز الثمينة، ولكنها تحتاج لمن يبحر باحثا عنها، ومن كنوزها الثمينة بعض المواقع التي سخرها القائمون عليها لخدمة اللغة العربية وعلومها، فوضعوا فيها من الأدوات والوسائل والبرامج والمعاجم ما يشفي غليل عاشق لغة القرآن الكريم الخالدة، سواء كان طالبا مبتدئا، أو باحثا متقدما، أو صحفيا كاتبا، أو غير ذلك.
أربعة من مواقع الإنترنت المُسَخَّرة لخدمة اللغة العربية وعلومها
الباحث العربي
من هذه المواقع موقع "الباحث العربي" http://www.baheth.info وهو موقع مفيد يضع بين يدي زائره مجموعة من أمهات معاجم اللغة العربية، هي لسان العرب، والصحاح، والقاموس المحيط، والعباب الزاخر، والمقاييس في اللغة، ولا أعني أنه يضعها للتحميل على شكل كتب مصورة، بل يضعها بشكل تفاعلي مبرمج بإتقان وعناية، بحيث يقوم زائر الموقع بإدخال الكلمة التي يبحث عن معناها، ويختار المعجم أو المعاجم التي يريد البحث فيها، فتظهر له نتائج بحثه في المعاجم التي اختارها، بطريقة مرتبة أنيقة، وتكون الكلمة التي يبحث عنها مظللة بلون مختلف، علما بأن جميع المعاجم مضبوطة بالشكل ضبطا كاملا.
المعجم التفاعلي
فإن قيل: يا لها من خدمة رائعة، ولكن ماذا لو كانت الكلمة التي نبحث عن معناها كلمة محدثة عصرية لا تحتويها هذه المعاجم؟ نقول: عليكم بموقع "المعجم التفاعلي" http://almuajam.hiast.edu.sy وهو ثمرة جهد وتعاون بين عدد من الباحثين والمهندسين والخبراء في المعلوماتية واللغة العربية في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في العاصمة السورية دمشق، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في العاصمة السعودية الرياض، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).
ومرجع ذلك المعجم الأول من حيث المادة اللغوية هو "المعجم الوسيط"، الذي يعد من أفضل وأحدث المعاجم المعاصرة المطبوعة، قام على إعداده نخبة من اللغويين في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وحرصوا على أن يحتوي على الكلمات العربية المحدثة، التي أدخلها المجمع اللغوي في لغتنا، سواء عن طريق الاشتقاق أو النحت أو الترجمة أو غيرها من الوسائل التي ليس هنا مجال شرحها.
ومن ميزات الموقع أنه يحتوي على خدمات إضافية، من أهمها وأكثرها نفعا محلل صرفي حاسوبي تفاعلي، يمكن أن يعطي جميع اشتقاقات الكلمة بدلالة جذرها، مع توصيف كل اشتقاق من حيث تعريفه ومعناه ووزنه الصرفي ونوعه، وبطريقة مرتبة واضحة على شكل جدول أنيق، وهي خدمة غاية في الجودة والفائدة.
المصطلحات الطبية
وبعد أن نتمنى لقرائنا وافر الصحة والعافية، نهدي الأطباء والإعلاميين العلميين والمهتمين بالقضايا الطبية والصحية، موقع "المعجم الطبي الموحد" www.emro.who.int/Unified-Medical-Dictionary.html، وهو عمل موسوعي ضخم، يحتوي على المصطلحات الطبية والصحية بلغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية والألمانية والفارسية والأوردية.
والموقع حصيلة جهد كبير ساهمت به جهات عدة، هي اتحاد الأطباء العرب، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس وزراء الصحة العرب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، فأنشأت لجنة خاصة عملت على جمع المصطلحات الطبية والتحقق منها وإضافتها إلى المعجم، وتلقي آراء وملاحظات الخبراء والأساتذة المدرسين في كليات الطب في جميع أرجاء البلدان العربية.
كما استعانت اللجنة بالمصطلحات التي حظيت بموافقة مجامع اللغة العربية في القاهرة ودمشق وعمّان وبغداد، فجاء بحق عملا متكاملا، يسد ثغرة هامة جدا، هي ثغرة ترجمة المصطلحات الطبية، ويحتوي على ميزات تفاعلية وعلمية ممتازة لا تخطئها عين أي زائر للموقع.
مشكل إعراب القرآن
ومسك ختام جولتنا بين مواقع اللغة العربية، موقع "مشكل إعراب القرآن"
www.qurancomplex.com/earab.asp، وهو موقع فرعي من بوابة قرآنية شاملة رائعة، هي بوابة مجمع الملك فهد للقرآن الكريم، وهي واحة قرآنية وارفة، وموقع الإعراب هو أحد بساتينها، حيث يستطيع الزائر خلاله أن يبحث وبطريقة تفاعلية غاية في السهولة عما أشكل من إعراب كلمات القرآن الكريم.
ولا نحتاج في هذا المقام لبيان أهمية الإعراب في فهم القرآن خاصة وفي فهم اللغة عموما، والمادة العلمية التي يحويها هذا الموقع الرائع ليست مجرد كتاب إعراب، بل قام العاملون على الموقع بانتخابها من أمهات الكتب، ثم اختيار أفضل الوجوه الإعرابية وأقربها، ثم أثبتوها بلغة سهلة وأسلوب يفهمه أهل زماننا، وقام المبرمجون بعد ذلك ببرمجة الموقع ليكون تفاعليا يسهل البحث فيه لكل زائر، عن طريق إدخال رقم الآية أو الصفحة أو السورة التي يريد البحث فيها.
‏من كنوز العربية على الشبكة العالمية

بقلم/ فداء ياسر الجندي
عضو فريق لغة الضاد

صدق من شبه الشبكة العالمية (الإنترنت) بالبحر، إذ إن لها من أوجه الشبه بالبحر الكثير، أهمها أنها زاخرة بالكنوز الثمينة، ولكنها تحتاج لمن يبحر باحثا عنها، ومن كنوزها الثمينة بعض المواقع التي سخرها القائمون عليها لخدمة اللغة العربية وعلومها، فوضعوا فيها من الأدوات والوسائل والبرامج والمعاجم ما يشفي غليل عاشق لغة القرآن الكريم الخالدة، سواء كان طالبا مبتدئا، أو باحثا متقدما، أو صحفيا كاتبا، أو غير ذلك.

أربعة من مواقع الإنترنت المُسَخَّرة لخدمة اللغة العربية وعلومها

الباحث العربي
من هذه المواقع موقع  "الباحث العربي" http://www.baheth.info وهو موقع مفيد يضع بين يدي زائره مجموعة من أمهات معاجم اللغة العربية، هي لسان العرب، والصحاح، والقاموس المحيط، والعباب الزاخر، والمقاييس في اللغة، ولا أعني أنه يضعها للتحميل على شكل كتب مصورة، بل يضعها بشكل تفاعلي مبرمج بإتقان وعناية، بحيث يقوم زائر الموقع بإدخال الكلمة التي يبحث عن معناها، ويختار المعجم أو المعاجم التي يريد البحث فيها، فتظهر له نتائج بحثه في المعاجم التي اختارها، بطريقة مرتبة أنيقة، وتكون الكلمة التي يبحث عنها مظللة بلون مختلف، علما بأن جميع المعاجم مضبوطة بالشكل ضبطا كاملا.

المعجم التفاعلي
فإن قيل: يا لها من خدمة رائعة، ولكن ماذا لو كانت الكلمة التي نبحث عن معناها كلمة محدثة عصرية لا تحتويها هذه المعاجم؟ نقول: عليكم بموقع "المعجم التفاعلي" http://almuajam.hiast.edu.sy وهو ثمرة جهد وتعاون بين عدد من الباحثين والمهندسين والخبراء في المعلوماتية واللغة العربية في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في العاصمة السورية دمشق، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في العاصمة السعودية الرياض، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).

ومرجع ذلك المعجم الأول من حيث المادة اللغوية هو "المعجم الوسيط"، الذي يعد من أفضل وأحدث المعاجم المعاصرة المطبوعة، قام على إعداده نخبة من اللغويين في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وحرصوا على أن يحتوي على الكلمات العربية المحدثة، التي أدخلها المجمع اللغوي في لغتنا، سواء عن طريق الاشتقاق أو النحت أو الترجمة أو غيرها من الوسائل التي ليس هنا مجال شرحها.

ومن ميزات الموقع أنه يحتوي على خدمات إضافية، من أهمها وأكثرها نفعا محلل صرفي حاسوبي تفاعلي، يمكن أن يعطي جميع اشتقاقات الكلمة بدلالة جذرها، مع توصيف كل اشتقاق من حيث تعريفه ومعناه ووزنه الصرفي ونوعه، وبطريقة مرتبة واضحة على شكل جدول أنيق، وهي خدمة غاية في الجودة والفائدة.

المصطلحات الطبية
وبعد أن نتمنى لقرائنا وافر الصحة والعافية، نهدي الأطباء والإعلاميين العلميين والمهتمين بالقضايا الطبية والصحية، موقع "المعجم الطبي الموحد" www.emro.who.int/Unified-Medical-Dictionary.html، وهو عمل موسوعي ضخم، يحتوي على المصطلحات الطبية والصحية بلغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية والألمانية والفارسية والأوردية.

والموقع حصيلة جهد كبير ساهمت به جهات عدة، هي اتحاد الأطباء العرب، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس وزراء الصحة العرب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، فأنشأت لجنة خاصة عملت على جمع المصطلحات الطبية والتحقق منها وإضافتها إلى المعجم، وتلقي آراء وملاحظات الخبراء والأساتذة المدرسين في كليات الطب في جميع أرجاء البلدان العربية.

كما استعانت اللجنة بالمصطلحات التي حظيت بموافقة مجامع اللغة العربية في القاهرة ودمشق وعمّان وبغداد، فجاء بحق عملا متكاملا، يسد ثغرة هامة جدا، هي ثغرة ترجمة المصطلحات الطبية، ويحتوي على ميزات تفاعلية وعلمية ممتازة لا تخطئها عين أي زائر للموقع.

مشكل إعراب القرآن
ومسك ختام جولتنا بين مواقع اللغة العربية، موقع "مشكل إعراب القرآن"
www.qurancomplex.com/earab.asp، وهو موقع فرعي من بوابة قرآنية شاملة رائعة، هي بوابة مجمع الملك فهد للقرآن الكريم، وهي واحة قرآنية وارفة، وموقع الإعراب هو أحد بساتينها، حيث يستطيع الزائر خلاله أن يبحث وبطريقة تفاعلية غاية في السهولة عما أشكل من إعراب كلمات القرآن الكريم.

ولا نحتاج في هذا المقام لبيان أهمية الإعراب في فهم القرآن خاصة وفي فهم اللغة عموما، والمادة العلمية التي يحويها هذا الموقع الرائع ليست مجرد كتاب إعراب، بل قام العاملون على الموقع بانتخابها من أمهات الكتب، ثم اختيار أفضل الوجوه الإعرابية وأقربها، ثم أثبتوها بلغة سهلة وأسلوب يفهمه أهل زماننا، وقام المبرمجون بعد ذلك ببرمجة الموقع ليكون تفاعليا يسهل البحث فيه لكل زائر، عن طريق إدخال رقم الآية أو الصفحة أو السورة التي يريد البحث فيها.

#ضاد‏

 

العلم.


معاني العَلَم في التراث واللغة . . .
لكل كتابٍ عنوان، أما الوطن فليس له إلا علم يرفرف فوق هامته، يحمل بين طياته معان تراثية ورموزاً أودعت فيه ركائز أساسيةٍ ثلاث: الزمن، والتاريخ، والرجال.
والعلم عظيم بالمعاني التي يحملها، فلا تراه مرفرفاً إلا على مكان شامخ، أو بجوار بطلٍ عظيم، أو على ذكريات تاريخ وأمجاد بُنيت على يد الأسلاف الذين ضحوا بحياتهم ليبقى شامخاً، لذلك هو فوق الجميع، والكل يطرق أمامه احتراماً وإجلالا ....
والكل يشعر بعظم المسؤولية عندما يرى العلم، ويبعث فيهم مشاعر الفضيلة، والأخلاق السامية، كما أن رمزيته وقدسيته، وهي عنوان العدل والمساواة، فالكل أمامه سواسية، وهو عُنوان الهمة والنشاط.
وهو بألوانه المتعددة المتلاصقة المتلاحمة يوحي إلى أتباعه بأنكم بهذا الشكل، وبهذا التضامن تُفلحون وتُحلقون مثلي في سماء المجد والرفعة، وتسودون كما تروني سيداً.

العَلَم لغة
والعلم (بفتح العين واللام) يعني الراية وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة معينة، ويُقال لما يُبنى من المنازل يُستدل بها على الطريق، وهو أيضاً ما جُعل علامةً وعلماً للطرق والحدود، مثل أعلام الحرم ومعالمه المضروبة عليه .
وقال تعالى: وله الجواري المنشآتُ في البحر كالأعلام والأعلام هي الجبال، والعلم: العلامة والجبل الطويل، والأعلام هي رموز تعرف أشخاصاً ينتمون إلى مجموعة واحدة ويجب أن يعامل العلم باحترام، وتختلف الأعلام بألوانها وأشكالها من دولة لأخرى، ولكل دولة راية تميزها عن غيرها من الدول .
وهناك تسميتان للعلم: الأولى، اللواء: وسمي اللواء لواء لأنه يُلوى لكبره فلا يُنشر إلا عند الحاجة، والثانية الراية وهي العلامة المنصوبة لكي يراها الناس وتكنى أم الحرب وتكون أكبر من اللواء.
قصيدة
وتتجسد معاني العلم في كلمات هذه القصيدة المعبرة:
دُم هكذا في علوٍ أيها العلمُ
فإننا بك بعد الله نعتصمُ
إن احتُقرتَ فإن الشعب محتقرٌ
أو احتُرمتَ فإن الشعب محترمُ
الشعبُ أنتَ وأنت الشعبُ منتصباً
وأنت أنت جلال الشعب والعظمُ
فإن تعشْ سالماً عاشتْ سعادته
وإنْ تمتْ ماتت الآمالُ والهممُ
هذا الهُتافُ الذي يعلو فتسمعهُ
جميعهُ لك، فاسلم أيها العلمُ

حروف الجر.


وعدد حروف الجر عشرون حرفًا جَمَعَهَا ابن مالك في قوله:
هَاكَ حُرُوفَ الجَرِّ وَهْيَ مِنْ إِلَى حَتَّى خَلَا حَاشَا عَدَا فِي عَنْ عَلَى
مُذْ مُنْذُ رُبَّ اللَّامُ كَيْ وَاوٌ وَتَا وَالْكَافُ وَالْبَا وَلَعَلَّ وَمَتَى
ملحوظة:
1- لم يذكر ابن هشام من حروف الجر (خلا، حاشا، عدا) لأنه ذكرها في باب الاستثناء.
2- لم يذكر (لعل، ومتى، وكي، ولولا) لأنها شاذة.
* فلعل لا يجر بها إلا (عقيل).
* كي: لا يُجَر بها إلا (ما) الاستفهامية، مثل: كيمه،وهي تعني السؤال عن علة الشيء والمعنى لمه، فكي –هنا- حرف جر بمعنى اللام، و(ما) في (كيمه) حرف استفهام حذفت ألفه؛ لأنه مجرور؛ لأن (ما) إذا خرجت في الاستفهام وسبقت بحرف جر حذفت ألفها،والهاء: للسكت.
قال ابن مالك:
وَمَا فِي الِاسْتِفْهَامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ أَلِفُهَا وَأَوْلِهَا الهَا إِنْ تَقِفْ
* وأما (لولا) فلا يجرُّ بها إلا الضمير في قولهم: لولاي، لولاك، لولاه، وهو نادر، وأنكر المبرد استعماله، وهو محجوج بالشعر.
قال ابن مالك في (الكافية):
وَنَحْوُ يَا لَوْلَايَ مَجْرُورٌ لَدَى عَمْرٍو وَرَفْعُهُ سَعِيدٌ أَيَّدَا
وَأَنْكَرَ اسْتِعْمَالَهُ المُبَرِّدُ وَلِلْمُجِيزِ حُجَجٌ لَا تُجْحَدُ
وقوله: (سعيد) أي: الأخفش، يرى أن الياء في (لولاي) في محل رفع، خلافًا لعمرو، أي سيبويه، فإنه يرى أنه في محل جر.
أقسام حروف الجر
أولًا: باعتبار ما وضعت عليه:
تنقسم حروف الجر باعتبار ما وضعت عليه إلى:
1- أحادية: -وهي ما وضعت على حرف واحد – وهي: الباء، والتاء، والكاف، واللام، والواو، نحو: كتبت بقلمك، وتالله لأذاكرن، العلم كالنور، وحمزة كالأسد، وللعلم أهله، وربِّ الكعبة لأجتهدن.
2- ثنائية: -وهي ما وضعت على حرفين- وهي: (من، عن، في، مذ) تقول: خرجت من العمل في المساء، وما تخلفت عن العمل مذ يومين.
3- ثلاثية: -وهي ما وضعت على ثلاثة أحرف- وهي: (إلى، على، مذ).
4- رباعية: -وهي ما وُضعت على أربعة- وهي (حتى) نحو: مُنَى ذَاكَرَتْ حَتَّى الصباحِ.
ثانيًا: باعتبار ما تدخل عليه:
وتنقسم حروف الجر باعتبار ما تدخل عليه إلى قسمين:
1- مشترك: أي يجر الاسم الظاهر، والضمير، والنكرة، والمعرفة، وهو: إلى، على، من، اللام، الباء للقسم وغيره.
2- مختص: وهو ما يختص بالظاهر، فلا يجر الضمير، وهو (رب، ومذ، منذ، والكاف، وحتى، وواو القسم، وتاء القسم) ومن هذه الأحرف ما له دخول خاص:
- منها: ما لا يجر من الظاهر إلا الزمان، وهي: مذ، منذ، تقول: ما رأيته مذ عامين، ومنذ عامين.
- ومنها: ما يختص بالقسم، وهو: الواو، والتاء. تقول: والله لأسا فرن، تالله لأذاكرن.
- ومنها: ما يختص بالنكرات، وهو: رُبَّ، نحو: رُبَّ رجل شجاع قابلت.
- ومنها: ما يجر كل ظاهر، وهو: الكاف، وحتى.
معاني حروف الجر:
* مِنْ:
وتفيد معاني:
· التوكيد: وتفيده حين تكون زائدة، أي مسبوقة بنفي أو استفهام، نحو قوله تعالى: { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3]، وقوله تعالى: { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ} [الأنبياء: 2].
· الظرفية: وتفيده حين تدخل على ظرف زمان، أو مكان، يقول الله تعالى: { إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}[الجمعة: 9]، وقوله تعالى: { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} [فاطر: 40].
· البدل: نحو قوله تعالى: { أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: 38].
· ابتداء الغاية المكانية: نحو قول الله تعالى: { مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] وخرجتُ من مكة إلى المدينة.
والزمانية: مثل: سافرتُ من الجمعة إلى الجمعة، وقوله تعالى: { مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108].
· التبعيض: مثل: أنفقت من مالي، ونحو قول الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا} [البقرة: 8].
· بيان الجنس: قال تعالى: { وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: 15]، وكقوله تعالى: { مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [الكهف: 31].
* إلى:
وتفيد:
· انتهاء الزمان: نحو قوله تعالى: { ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].
· والمكان: نحو قوله تعالى: { سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: 43].
· المصاحبة: نحو قوله تعالى: { رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} [يوسف: 33].
* عن:
وتفيد:
· المجاوزة، نحو: رميت السهم عن القوس.
· بمعنى (من)، نحوقوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25].
· بمعنى (على)، نحو قوله تعالى: { وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: 38].
· البدلية، نحو قوله تعالى: { لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48].
* على:
وتفيد:
· الاستعلاء، نحو قوله تعالى: { وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 22]، وركبت على الدابة.
· الظرفية، نحو قوله تعالى: { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ}[القصص: 15].
· بمعنى مع، نحو قوله تعالى: { وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ}[البقرة: 177].
· للاستدراك، نحو: نجح على الرغم من كسله.
* في:
وتفيد:
· الظرفية المكانية، نحو قوله تعالى: { وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [الأعراف: 24].
والزمانية، نحو: (السير في الليل ممتع).
· بمعنى على، نحو قوله تعالى: { وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71].
* رُبَّ:
وتفيد:
· التكثير، نحو قوله r : «رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة».
· التقليل، نحو: رُبَّ ضَارَّة نَافعةٌ.
رُبَّ
حرف جر يفيد التقليل، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ضارة
مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لحرف الجر.
نافعة
خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
* وقد تحذف (رُبَّ) وتكون الواو بدلًا منها، وتسمى (واو رُبّ) وذلك نحو قول الشاعر:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
والتقدير: ورُبَّ ليل.
قال ابن مالك:
وَحُذِفَتْ رُبَّ فَجَرَّتْ بَعْدَ بَلْ وَالْفَا، وَبَعْدَ الْوَاوِ شَاعَ ذَا الْعَمَلْ
* الكاف:
وتفيد:
· التشبيه، نحو: زيد كالأسد.
· التعليل، نحو قوله تعالى: { وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}[البقرة: 198] أي: لهدايتكم.
· التأكيد، وتكون زائدة نحو قوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أي: ليس مثله شيء.
* اللام:
وتفيد المعاني الآتية:
· معنى (في)، كقوله تعالى: { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47].
· معنى (بعد)، نحو قوله تعالى: { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78].
· الملكية، نحو قوله تعالى: { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [لقمان: 26].
· شبه الملك، للحجرة باب ونافذة، السرج للحصان، الغمد للسيف.
· التعليل، نحو قوله تعالى: { وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} [العاديات: 7].
· التعدي، نجو قوله تعالى: { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 16].
· الانتهاء، نحو قوله تعالى: { كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [فاطر: 13].
* حتى:
وتفيد:
· الانتهاء، نحو قوله تعالى: { سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5].
* مذ، منذ:
وتفيد:
· الزمن: ما رأيته مذ، أو منذ يوم الجمعة.
* الواو والتاء:
وتفيدان:
· القسم، نحو قوله تعالى: { وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[ الفجر:2،1]، وقوله تعالى: { وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء: 57].
* الباء:
وتأتي للمعاني الآتية:
· الاستعانة، نحو: كتبت بالقلم.
· الإلصاق، نحو: خرجت بزيد.
· الظرفية، نحو قوله تعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} [آل عمران: 123].
فوائد:
الأولى: تنقسم الحروف عمومًا باعتبار أسمائها إلى:
1- حروف عاملة، مثل: إن، ليت، لعل، لن،...
2- حروف غير عامله، مثل: سوف، بلى، نعم...
الثانية: تنقسم من حيث استعمالها بوصفها حروفًا فقط، أو حروفًا وأسماءً، أو حروفًا وأفعالًا، إلى ثلاثة أقسام:
1- ما لا يستعمل إلا حروفًا، مثل: أم، أن، لعل، لن، لم، قد...إلخ.
2- ما يستعمل حروفًا وأسماء، مثل: مذ، منذ، ...
3- ما يستعمل حروفًا وأفعالًا، مثل: حاشا، خلا، عدا.
الثالثة: تنقسم الحروف باعتبار معناها إلى أقسام كثيرة منها:
1- حروف استقبال، وهي: إن، أن، السين، سوف، لن، هل.
2- حروف شرط، وهي: إن، إذ ما، لولا، لو ما، لو.
3- حروف استفهام: هل، الهمزة.
4- حروف تحضيض، وهي: ألا، ألَّا، لو ما، هلا، لولا.
5- حروف تنبيه، وهي: أما، ألا، ها، يا.
6- حروف الجر، وهي: من، إلى، عن، على... سبق الحديث عنها.
7- حروف التوكيد، مثل: إن، أن، قد، لام الابتداء، النون.
8- حروف الجواب، وهي: أجل، إي، بلى، جلل، جير، لا، نعم.
9- حروف المصدر: إن، كي، ما، لو.
10- حروف النفي، وهي: إن، لم، لما، لن، لا، ما.
11- حروف الزيادة، وهي: الباء، واللام، من، لا، ما، إن، أن.
12- حروف المفاجأة، وهي: إذ، إذا.
13- حروف النداء، وهي: يا، أيا، هيا، أي، الهمزة، آ، وا.
14- حروف الاستدراك، وهي: لكن.
15- حروف التأنيث، مثل: تاء التأنيث الساكنة.
16- حروف العطف، مثل: الواو، ثم، الفاء.
الخلاصة:
1- عدد حروف الجر عشرون لم يذكر منها ابن هشام: خلا، حاشا،عدا لذكرها في باب الاستثناء، وكذلك: لعل، متى، كي، لولا؛ لأنها شاذة.
2- تنقسم حروف الجر باعتبار ما وُضِعَتْ عليه إلى أحادية، مثل: اللام والباء، وثنائية مثل: من، وثلاثية مثل: على، ورباعية مثل: حتى.
3- تنقسم باعتبار ما تدخل عليه إلى خاصة بالاسم الظاهر، نحو: رُبّ، ومذ، ومنذ، وما تشترك بين الاسم الظاهر وغيره، نحو: من، إلى.
4- ولكل حرف من حروف الجر معان يفيدها، وقد سبق ذكرها مقترنة بالأمثلة فراجعها.
مقتبس من كتاب "الوسيط في النحو"

لغتنا .. هوية وجود وإبداع بلا قيود.


حبا الله تعالى اللغة العربية بأن جعلها لغة كتابه العظيم , تستمد ثباتها بثباته , وتستمد بقائها من بقائه , فكان هذا الكتاب معيناً خالداً لها , هو أساسها وقاعدتها , وهو الذي يضمن لها الخلود ,
قال تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ . ( الحجر , آية 9)
ولكن هذا لا يعفينا من المسؤوليات تجاهها , فالمسؤولية كبيرة ليس فقط لأبناء العربية نفسها بل لكل من ينتمي لأمة القرآن ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها النّاس إن الرب واحد وإن الدين واحد , وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم , وإنما هي اللسان , فمن تكلم بالعربية فهو عربي .
وإن كان من حقّ اللغة على أصحابها في الظروف العادية أن يُبذل لها أكبر قدر من العناية في الحياة والمجتمع والناس , فإن هذا الحق في مثل هذه الظروف يبدو وكأنه حقّ فوق كل حق آخر . فالحاقدون من غير العرب , أو ممن عاش في الغرب فكان شرقياً في مظهره ,غربياً في تكوينه وفكره, يحاولون طمس معالم لغتنا وهويتنا, فنادوا بتغيير الحرف العربي , وطالبوا بترجمة القرآن الكريم إلى اللهجات العامية, وطالبوا بإحلال اللهجات العامية مكان اللغة الفصيحة التي وصفوها بأنها لغة المتاحف , وأثاروا في وجهها الصعوبات والمشكلات , كادعاء صعوبة تعلمها , أو تعقد قوانينها , ووجوه إعرابها , وعدم صلاحيتها لتعليم العلوم , أو التعليم العالي بصورة عامة .
ولعله لم يحمل قوم على لغة كان لها فضل وجودهم ومكانتهم الإنسانية , على نحو ما حمل ناس منا على لغتهم , فقد اتهموها في نحوها وصرفها , وقالوا فيها مالم يقله مالك في الخمر , وأطالوا في التحدث عن عجزها عن مواكبة التطورات لحضارية وكأنها لم تكن لغة الحضارة الإنسانية على مرِّ العقود .
فقد ابتليت اللغة العربية بتهاونِ وجهل أبنائها المفرط , وكيد أعدائها المحكم ,
ولقد صدق القائل : ( ماذلت لغة شعب إلاذل , ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار ).
أليس محرجاً أن يتكلم غير العربي بالفصحى , فيعجز الكثير من الناطقين بالعربية عن مجاراته.
صحيح أننا لم نقصر يوماً في إظهار الحمية على لغتنا , وضرورة الحرص عليها , إلا أننا نعاني في الوقت نفسه من عدم الجد والصدق في أعمالنا , حتى أصبحت العربية مجرد شعارات ترفع وتوصيات تقترح.
فالعربية اليوم تنتظر من أهلها أن يعملوا بجد حتى يعيدوا إليها مكانتها , ويمكِّنوا شعوب الأرض من فهمها وهذا لن يكون إلا بتمكينها من أهلها - أولاً – ثم بتمكين غير الناطقين بها منها .
فهي لغة تستحق أن نعمل من أجل خدمتها , وهذا ما يشهد له الآخرون , فقد جاء في مؤتمر عقده المستشرقون في بلاد اليونان : ( إن اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي تصلح للبلاد الإسلامية والعربية للتخاطب والكتابة والتأليف , وإن من واجب الحكومات في هذه البلاد أن تعنى بنشرها).فهؤلاء عرفوا أهمية اللغة العربية الفصحى في حين أن الكثير من أبناءها يجهل ذلك.
صحيح أن اللغة العربية قديمة لكنها مع قدمها متواصلة , مع الحداثة لكونها لغة العولمة ,ولعل هذا التواصل هو من أهم خصائصها , فلولاه لأصبحت مجرد طلاسم يعنى بفكها علماء التاريخ والآثار, ونرى هذا التواصل واضحاً عندما يستطيع أهل العربية بعد مرور أكثر من ألف ونصف الألف من السنين على شعر الحقبة الجاهلية , أن يفهموا ما أنتجته قرائح الأدباء والخطباء و السجاعين ومحاوراتهم , في حين يصعب على الإنجليزي المعاصر أن يفهم لغة شكسبير مع قصر الحقبة بين ما كتب شكسبير والانجليزي المعاصر.
والحقيقة أننا لا نهمل جهود العديد من البلاد العربية للحفاظ على أصالة اللغة العربية , وإن تفاوت النشاط وتمايز الجني المحصول .
وفي الختام أقول إن في ماضينا المجيد, وتراثنا الحافل , وحاضرنا النشيط , ومستقبلنا الواعد , ما يشحذ الهمم , ويرفع العزيمة , وستبقى اللغة العربية أماً تجتمع العرب والمسلمون تحت كنفها مهما اختلفت أجناسهم , فهي اللغة التي نزل بها كتاب الله من فوق سبع سموات , وهي اللغة التي سيتخاطب بها أهل السعادة في جنة الله .
قال الشاعر :
أيا لغـةَ القرآنِ أنتِ حياتُنــا ومِرآتُنـا فيمَا نقولُ ونفعـلُ
جـذُوركِ في التَّاريخ شتَّى عمِيقة وتَاجكِ في أفقِ العلا يتوقَّـلُ
تحيَّــة إكبـارٍ وحبٍّ متيَّـمٍ لِعينيكِ ما يَلْقى ومَا يتحمَّـلُ
لعلَّ اللَّيالي السُود تنجابُ في غدٍ ويُشْرِقُ صبحٌ بالعَدالةِ مقبِـلُ
******************************************
الكاتب عبد الرزاق حاج مواس ...

الهمزات.


الهمزة
حرف يقبل الحركات: أَخ، أُخت، إِخوة، وتختلف عن الألف التي تكون دائمًا ساكنة: حاور، خالد. ويختلف رسم الهمزة على الوجه التالي:
...
أولاً: في أول الكلمة
فرِّق بين همزة الوصل وهمزة القطع في أول الكلمة:
أ- همزة الوصل، تنطق في أول الكلمة ولكنها لا تكتب في مثل ما يلي:
◙ اسمَع، اشكُر (فعل الأمر الثلاثي)
◙ انطَلَق، انطلِق، انطِلاق- استفْهَم، استفهِمْ، استفهام (في الفعل الماضي الخماسي والسداسي، وفعل أمرهما ومصدرهما).
◙ اسم، ابن، ابنة، اسمان، ابنان، ابنتان، اثنان، اثنتان، امرأة، امرؤ (لا تكتب الهمزة في هذه الأسماء)
ب- همزة القطع، تنطق وتكتب دائمًا في مثل الأمثلة التالية:
◙ أَسِف، أسفًا (ماضي الفعل الثلاثي ومصدره)
◙ أحسن، أَحسنْ، إحسان (ماضي الرباعي، وأمره، ومصدره)
◙ أَحمد، أُسامة. إسلام (في كل الأسماء التي ليست مبدوءة بهمزة وصل).
ثانيًا: في وسط الكلام
القاعدة أن الهمزة تكتب تبعًا لقوة حركتها وحركة الحرف الذي قبلها. وأقوى الحركات الكسرة، ويناسبها رسم الهمزة على ياء أو نبرة: بِئر، سُئِل، هُيِّئت. ثم يليها الضمة ويناسبها الواو مثل سؤال ويؤول ثم يليهما الفتحة ويناسبها الألف مثل سأل ويألم... إلخ. وهناك حالات تشذ عن هذه القاعدة وهي:
1- إذا كانت الهمزة في وسط الكلام مفتوحة وقبلها ياء ساكنة كتبت على ياء مثل: سيْئت وهيئة وشيئًا.
2- إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها ألف كتبت منفردة مثل: إساءة وعباءة وقراءة وواءم وساءل ... إلخ.
3- إذا كانت الهمزة مسبوقة بواو ساكنة أو مفتوحة مشددة كُتبت منفردة مثل: سموْءَل وتبوّءَ... إلخ.
4- كلمة مِائة، اصطُلِحَ على زيادة الألف فيها فرقًا بينها وبين كلمات مثل: (منه وفيه وفئة)، وذلك حين كان الخط باليد، وهي الآن جائزة بالوجهين: (مئة) على القاعدة، و (مائة) على الاصطلاح.
ثالثًا: في آخر الكلام
ترسم الهمزة تبعًا لما يناسب الحرف الذي قبلها: نبَأ، تباطؤ، بَرِئ. وثمة حالات لاتخضع لهذه القاعدة:
بَدْء، بُطْء، مِلء تكتب منفردة على السطر إذا كان ما قبلها حرفًا ساكنًا.
عِبْئًا، جرِيئًا تكتب على نبرة إذا كانت منونة بالنصب وقبلها حرف يمكن وصله بها.
بَدْءًا، جزءًا تكتب منفردة على السطر إذا كانت منونة بالنصب وقبلها حرف لا يمكن وصله بها.
ماء، هواء تكتب منفردة على السطر بدون ألف بعدها إذا كان قبلها ألف.

أوصاف النساء في اللغة العربية.


1. الأنوف : المرأة إذا كانت طيبة ريح اليد.
2. الباهرة : المرأة التي تفوق غيرها من النساء في الجمال.
3. البراقة : المرأة بيضاء الثغر.
4. البرمادة : المرأة السمينة التي ترتج من سمنها.
5. البضَّة : المرأة إذا كانت رقيقة الجلد وناعمة البشرة.
6. البلهاء : المرأة الكريمة.
7. البنون : المرأة كثيرة الولد.
8. البهنانة : المرأة إذا كانت طيبة الريح.
9. الجارية : المرأة إذا كانت طويلة وسبطة.
10. الحصان : المرأة العفيفة.
11. الخبرنجة : المرأة الجارية الحسنة الخلق في استواء.
12. الخدبجة : المرأة السمينة الممتلئة الذراعين والساقين.
13. الخرعبة : المرأة حسنة القد.. ولينة العصب.
14. الخريدة : المرأة الحبيبة.
15. الخود : المرأة الشابة حسنة الخلق.
16. الدخيمة : المرأة إذا كانت منخفضة الصوت.
17. الدعجاء : المرأة شديدة سواد العين مع سعة المقلة.
18. الدهثمة : المرأة السهلة.
19. الرائعة : المرأة التي تسر كل من ينظر إليها.
20. الربحلة : المرأة إذا كانت ضخمة وفي اعتدال.
21. الرتكة : المرأة الكثيرة اللحم.
22. الرجراجة : المرأة الدقيقة الجلد.
23. الرشوف : المرأة طيبة الفم.
24. الرصوف : المرأة إذا كانت طيبة الخلوة.
25. الرعبوبة : المرأة إذا كانت بيضاء اللون رطبة.
26. الرقراقة : المرأة التي كأن الماء يجري في وجهها.
27. الزهراء : المرأة التي يميل بياضها إلى صفرة كلون القمر والبدر.
28. السبحلة : المرأة إذا زادت ضخامتها ولم تقبح.
29. السرعوفة : المرأة الناعمة الطويلة.
30. السهلبة : المرأة خفيفة اللحم.
31. الشموس : المرأة التي لا تطمع الرجال في نفسها.
32. الشموع : المرأة.. اللعوب.. الضحوك.
33. الشنباء : المرأة رقيقة الأسنان المستوية الحسنة.
34. الطفلة : المرأة الناعمة الملمس.
35. العانق : المرأة التي لم تتزوج.
36. العبقرة : المرأة الناعمة الجميلة.
37. العرهرة : المرأة عظيمة الخلق مع الجمال.
38. العروب : المرأة إذا كانت محبة لزوجها.. المتحببه إليه.
39. العزيزة : المرأة الغافلة عن الشر.
40. العطبولة : المرأة طويلة العنق.
41. العيطبول : المرأة الطويلة العنق في اعتدال وحسن.
42. العيطموس : المرأة الفطنة.. الحسناء.
43. الغانية : المرأة إذا استغنت بجمالها عن الزينة.
44. الغيداء : المرأة إذا كانت متثنية اللين المتعمدة له.
45. الغيلم : المرأة الحسناء.. حسنة الخلق.
46. الفرعاء : المرأة إذا كانت تامة الشعر.
47. الفيصاء : المرأة الطويلة العنق.
48. القذور : المرأة المتجنبة الأقذار.
49. القسيمة : المرأة صاحبت الحظ الوافر من الحسن.
50. اللدينة : المرأة اللينة الناعمة.
51. المأناث : المرأة التي تلد الإناث فقط.
52. المبتلة : المرأة التي لم يركب لحمها بعضه بعضا.
53. المتحرية : المرأة حسنة المشية في خيلاء.
54. المجدولة : المرأة الممشوقة.
55. المحمقة : المرأة التي تلد الحمقى.
56. المذكار : المرأة التي تلد الذكور فقط.
57. المقصد : المرأة التي لا يراها أحد إلا أعجبته.
58. المقلات : المرأة التي لا يعيش لها ولد.
59. الممشوقة : المرأة لطيفة الخصر مع امتداد القامة.
60. الممكورة : المرأة المطرية الخلق.
61. المنجاب : المرأة التي تلد النجباء.
62. المهاب : المرأة التي تلد مرة ذكر ومرة أنثى.
63. المولودة : المرأة إذا كانت دقيقة المحاسن
64. النظرة : المرأة إذا رأيت في وجهها نضرة النعيم.
65. النظور : المرأة قليلة الولادة.
66. النوار : المرأة إذا كانت نفورا من الريبة.
67. الهنانة : المرأة الضاحكة.. المتهللة.
68. الهيفاء : المرأة إذا كانت لطيفة البطن.
69. الوسيمة : المرأة إذا كان جسدها ثابتاً كأنها رسمت به.
70. الوضيئة : المرأة التي بها مسحة من الجمال.
71. الوهنانة : المرأة إذا كانت بها فتور عند القيام لسمنها.

العربيزي: ظاهرة أم موضة؟


العربيزي و للأسف مزيج من الموضة و الظاهرة وهذا ما يجعل من هذه القضية محوراً يجب البت في نقاشه دون التهاون بالإتيان على الخلفيات التاريخية و الإجتماعية و اللغوية و الدينية معاً فهناك محور ثلاثي خطير ما أن يضرب في مجتمع حتى تتزلزل ثوابت المجتمع بالكامل ومن الداخل على أيدي أبنائها دون الحاجة لتواجد الأعداء أساساً .. لذا “العربيزي” تدك حصون القلاع الثلاث التي تحمي المجتمع من أمراض إن عصفت به فلا عاصم له بعد الله و هذه الحصون الثلاث هي: (الدين – المجتمع – اللغة) و أي منها يعتبر حصناً منيعاً في وجه القنابل الثقافية التي تهدف إلى زعزعة الأصول حتى يسهل اجتثاث الدين و اللغة من المجتمع فيصبح مجتمع خام قابل للتجنيد لأي دين و لأي ثقافة وافدة مهما كانت خلفيتها أو نواياها و هذا الأمر أخطر بكثير مما يتصوره صغارنا و كبارنا من خلف أزارير لوحة المفاتيح أو حتى الهاتف النقال حين يكتبون لي بكل سماجة “keefik” بدلاً من “كيفك؟” !!

قالوا عن العربية.

( اللغة العربية لغة موسيقية جدّا ، و لا أستطيع أن أقول فيها إلا أنها لا بد أن تكون لغة أهل الجنّة.)
المستشرقة الألمانية آنّا ماري شيمل.

أخطاء لغوية شائعة

تنتشر في بعض وسائل الإعلام، أخطاء لغوية شائعة الإستخدام

...
يقولون : انسحب الفريق من المباراة ، والصواب : خرج الفريق من المباراة

يقول ابن منظور في لسان العرب : السحب : جرّ الشيء على وجه الأرض كالثوب وغيره .... ورجل سحبان : أي جرّاف يجرف كلّ ما مر به .
ولم يرد في المعجم الفعل انسحب بمعنى تقهقر أو نكص أو ترك، وذكر صاحب معجم الخطأ والصواب : يخطِّئ أسعد داغر وزهدي جار الله من يقول : انسحب الجيش بحجة عدم ورود الفعل في كلام العرب بمعنى تقهقر أو نكص
في حين أنه أيد المعجم الوسيط في استعمال الكلمة بمعنى تقهقر.

من طرائف العربية .

 حكى العسكري في كتاب التصحيف أنه قيل لبعضهم: ما فـَـعَـلَ أبوك بحمارِهِ؟ فقال: باعِــهِ، فقيل له: لم قلت "باعِــهِ"؟ قال: فلم قلت أنت "بحمارِهِ"؟...
قال الرجل: أنا جررته بالباء، فقال الآخر: فلم تجر باؤك وبائي لا تجر؟!!

نمو اللغة العربية الأعلى بالإنترنت.

برنامج خطوة - لغتنا مهدد من الداخل.

من الأخطاء الشائعة.

من الأخطاء الشائعة عند الناس اليوم إطلاق كلمة (بسيط) على الأمر السهل، وقد تطلق ويقصد بِها العفوية والسذاجة، بينما معناها الحقيقي هو الاتساع قال الليث: الرجل الب...سيط المنبسط اللسان.
وانبسط النهار امتد وطال، والبسطة السعة والزيادة، وأطلق على الأرض البسيطة لاتساعها. وقد ألف الإمام السرخسي كتاب المبسوط في الفقه الحنفي في ثلاثين مجلدا، ولطوله سماه المبسوط، وهناك المبسوط لمحمد الحسن الشيباني في الفقه الحنفي كذلك، والمبسوط لأبي بكر البيهقي في الفقه الشافعي

من أغرب أبيات المتنبي.

أم اللغات.

ألف ابن وابنة .


- تُحذف ألف (ابن) في الكتابة إذا وقعت صفة مفردة بين عَـلَمين مذكرين ، والثاني منهما أبًا للأول ومتصلا به من غير فاصل بينهما.
والمراد بالعلم : الا...سم ، مثل : محمد بن إسحق ، والكنيـة المشتهرة مثل : معاوية بن أبي سفيان ، واللقب المشتهر مثل : هاشم بن زين العابدين.
- إذا لم تكن ابن صفـة ، كأن كانت خبرًا ، ثبتت الألف ونوّن الاسم الواقع قبلها مثل: إن زهيرًا ابنُ خالد .
- ( ابنة ) تعامل معاملة ( ابن ) بالشروط السابقة نفسها ؛ تقول: هذه هند بْنة طارق
ويجـوز لك أن تحذف ألفها فتكتبها بالتاء الطويلة المفتوحة ، مثل : هند بنت طارق.
- إذا وقعت (ابن) في أول السطر ثبتت ألفها ولو كانت بين علميـن ؛ مثل : علي
ابن الحسـين . وكذلك إن وقعت وحدهـا في آخره ؛ مثل : هـذا هو علي ابن الحسـين .
(ويُنْتبه إلى تسكين الباء عند النطق سواء أوُجدت الألف في الكتـابة أو حذفت ) .
- إذا دخلت عليها ياء النداء (يابن آدم)
- إذا دخلت عليها همزة الاستفهام (أبنك هذا؟)
- إذا وقعت (ابن) أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فيلزم إثبات ألف (ابن) نحو : (عيسى ابن مريم) ، (عمر-رضي الله عنه- ابن الخطاب) ، (وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله)

الثلاثاء، 13 يناير 2015

من طرائف اللغة العربيّة .



1- لا تُسمّى الكأس كأسا
إلا إن كان فيها شراب. فإن لم يكن فيها شراب فهي قدح.
2- لا تُسمَّى المائدة مائدة
إلا إن كان عليها طعام. فإن لم يكن عليها طعام فهي خِوان.
3- لا تُسمّى الحديقة حديقة
إلا إن كان لها سور. فإن لم يكن لها سور فهي بستان.

من حملة قل ولا تقل .

‏قل و لا تقل
---------------
قل حارَ فلان في امره : و لا تقل إحتار فلان في امره
( لم تعرف العرب الفعل احتار و ليس من كلامهم )‏
 
قل و لا تقل
---------------
قل حارَ فلان في امره : و لا تقل إحتار فلان في امره
( لم تعرف العرب الفعل احتار و ليس من كلامهم )

 

ماهو مفرد ( أبابيل)؟


 في شرح القاموس
قال الأَخْفَشُ: يُقالُ: جاءَتْ إِبِلُكَ أَبابِيلَ، أي: فِرَقًا، وطَيرًا أَبابِيلَ
قالَ: وهذا يَجِيءُ في مَعْنَى التَّكثِيرِ،
وهو جَمعٌ بلا واحِد كعَبادِيدَ وشَماطِيطَ، عن أبي عُبَيدَةَ....
وقالَ الأَزْهَرِيُّ: ولو قِيلَ: واحِدُ الأَبابِيلِ إِيبالَةٌ كانَ صَوابًا،
كما قالُوا: دِينارٌ ودَنانِيرُ.
قالَ الأًخْفَشُ: وقد قالَ بعضُهم واحِدُ الأبابِيلِ إِبَّوْلٌ مثال عِجَّوْلٍ،
قال الجَوهَرِيُّ: وقال بعَضْهُم: إِبِّيلٌ،
قال: ولم أجِدِ العَرَبَ تَعْرِفُ له واحِدًا.

قال الرازي في مختار الصحاح أبابيل جمع لا مفرد له!

قراءة فى مادة ( س م و )


 ( سَـما ) ( سـموّاً ) ، أى : "عَلا وارتفـَعَ وتطـاوَلَ " ..
يٌقـالَ : ( سَمَتْ هِـمَّتهُ إلى معـالى الأمٌـور) ، أى : " طـلَبَ العِـزَّوالشَّـرْفَ " ..
...
و( سَـما فى الحَـسَبِ والنـَّسَب ِ) ، أى : "عَـزَّ وعَـلَـَتْ مَنزلتـُه " ..
و ( سَما بَصَـرُه إلى الشَّئِ ) ، أ ى : " طـَمَحَ إليه " ِ ..
و ( سَـما بَصَـرُه بالشِّئِ ) ، أى : " رَفـَعَهُ وأعْـلاه ُ "
( أسْـمَى الشَّئَ كَـذا وبكَـذا ) ، أى " سَـمَّاهُ وجَعَـلَ لهُ اسْـماً " .
( ساماهُ ) ، أى : " عـالاهُ وبـاراهُ " .
( تسـامَى القـَوْمُ ) ، أى " تفــاخـَروا " .
( تسَـمَّى بكَـذا ) ، أى : " سُـمِّى بهِ " .
و ( الاسْـم ) ، هو "مايُعْـرَفُ بهِ الشَّئُ ويُسْـتـَدلُّ بهِ عليهِ " ، و الجَـمْعُ :
( أسْـماء ) و ( أسـامِى ) .
و ( الاسْـمُ الأعْظـَمُ ) أى : الاسْـمُ الجـامِع ُلمعـانِـى صِـفـاتِ اللِه عَـزَّ وجَـلَّ .
و ( اسْـمُ الجَــلالةِ ) ، أى : " اسْـمُهُ تعـــالى " .
( السَّـماءُ ) ، هى " ما يُقـابـِلُ الأرْضَ" .. و .. " كُـلُّ ماعَـلاكَ فأظـَلَّكَ " ..
و الجَـمْع ُ : ( سَـماوات ) .
( السُُّـمُـوّ ) ، أى : " العُـلوّ والرِّفعَـة ِ " .
و ( صـاحِـبُ السّـمُـو ) ، " لقـَبُ كُـلِّ أميْر ٍ ".
( السـَّمِـىُّ ) و( سَـمِـىُّ الشَّـئِ ) ، أى : " مُـوافِـقـُه فى اسْـمِه ِ" ..
أو " نظِـيْـرُهُ " .
( أجَـلٌ مُسَـمَّى ) و ( مَهْـرٌ مُسَـمَّى ) ، أى : " مَعْـلـومٌ ومُعَـيَّـن ٌ "

فروقات لغوية.

كن فاعلا

الإرصاد


 الإرصاد وقد تسمى: التسهيم
الإرصاد في اللغة: التهيئة والإعداد، يقال لغة: أرصد الشيء للشيء إذا أعده له، ومنه: أرصدت الجيش للقتال، والفرس للطراد.
والإرصاد في الاصطلاح: أن يجعل قبل آخر العبارة التي لها حرف روي معروف (وهو آخر حرف يبنى عليه نسق الكلام) ما يدل على هذا الآخر. فقد يأتي به السامع قبل أن ينطق به المتكلم.
وقالوا في الإرصاد: إنه من محمود الصنعة فإن خير الكلام ما دل بعضه على بعض....
وأطلق عليه بعضهم عنوان "التسهيم" وهو مأخوذ من وضع صورة السهم، للإشارة به إلى المكان المقصود، أو المعنى المقصود، ومعلوم أن إعداد ما يلزم في أول الكلام لمعرفة ما سيأتي في آخره هو بمثابة وضع صورة السهم التي يشار بها إلى المقصود.
أمثلة:
المثال الأول: قول اله عز وجل في سورة (سبأ/ 34 مصحف/ 58 نزول):
{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي? إلا الكفور}.
إن مقدمة هذه الآية يدل المتلقي على الكلمة الأخيرة منها، فمن سمع:

{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي?} قال دون تفكير طويل: {إلا الكفور} إذا كان قد سمع آخر الآية قبلها وهو قوله تعالى: {بلدة طيبة ورب غفور}.
المثال الثاني: قول عمرو بن معد يكرب:
*إذا لم تستطع شيئا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع*
فكلمة "تستطيع" يأتي بها السامع قبل أن ينطق بها المتكلم، لأن أول الكلام موطئ وممهد لها، وفيه ما يشير إليها كإشارة السهم إلى الجهة المقصودة.
المثالث الثالث: قول زهير بن أبي سلمى:
*سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم*
فكلمة "يسأم" يأتي بها السامع قبل أن ينطق بها المتكلم، لأن أول الكلام موطئ لها.
المثال الرابع: قول البحتري "الوليد بن عبيد":
*أبكيكما دمعا ولو أني على * قدر الجوى أبكي بكيتكما دما*
الجوى: شدة الوجد من عشق أو حزن.
فلو وقف المتكلم عند "بكيتكما" لقال السامع "دما".
المثال الخامس: قول البحتري أيضا:
*أحلت دمي من غير جرم وحرمت * بلا سبب يوم اللقاء كلامي*
*فليس الذي حللته بمحلل * وليس الذي حرمته بحرام*
فلو وقف المتكلم عند "حللته" لقال السامع "بمحلل".
ولو وقف عند "حرمته" لقال السامع "بحرام".
لأن السوابق تدل على كلمة الختام.

التجريد


 التجريد في اللغة: قشر الشيء، كقشر اللحاء عن الشجرة حتى تكون مجردة من لحائها، وإزالة ما على الشيء من ثوب ونحوه، وتعريته، وإزالة ما على الجلد من شعر ونحوه.
التجريد في الاصطلاح هنا: أن ينتزع المتكلم الأديب من أمر ما ذي وصف فأكثر أمرا آخر فأكثر مثله في الصفة أو الصفات على سبيل المبالغة.
ويظهر لنا معنى المبالغة حينما نلاحظ أنها قائمة على ادعاء أن الشيء الذي ينتزع منه مثله على سبيل التجريد هو بمثابة الذي يفيض بأمثال ما يستخرج منه دواما.
فمن قال: "لي من فلان صديق حميم"... فكأنما جرد فلانا من كل ظواهره واستخرج منه صديقا حميما.
قال "أبو علي الفارسي" في سبب تسمية هذا النوع بالتجريد:
"إن العرب تعتقد أن في الإنسان معنى كامنا فيه، كأنه حقيقته ومحصوله، فتخرج ذلك المعنى إلى ألفاظها مجردا عن الإنسان، كأنه غيره، وهو هو بعينه، كقولهم:
لئن لقيت فلانا لتلقين به الأسد، ولئن سألته لتسألن منه البحر.
وهو عينه الأسد والبحر، لا أن هناك شيئا منفصلا عنه أو متميزا منه.
...وعلى هذا النمط كون الإنسان يخاطب نفسه حتى كأنه يقاول غيره، كما فعل "الأعشى" في قوله: "ودع هريرة إن الركب مرتحل"...
ويكون التجريد بأساليب من التعبير، منها الأساليب التالية:
الأسلوب الأول: التجريد باستخدام حرف الجر "من" داخلا على المنتزع منه.
أمثلة:
المثال الأول: قولهم: "لي من فلان صديق حميم".
(1/792)
أي: بلغ من الصداقة والمودة الصحيحة مبلغا صح معه أن يستخرج منه صديق آخر مثله في صفاته، فهو منبع أمثاله.
المثال الثاني: قول الله عز وجل في سورة (آل عمران / 3 مصحف/ 89 نزول):
{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون}.
أي: ولتكونوا يا أيها الذين آمنوا بمحمد وبما جاء به عن ربه أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
الأسلوب الثاني: التجريد باستخدام "الباء" الجارة داخلة على المنتزع منه.
أمثلة:
المثال الأول: أن تقول: "لئن سألت فلانا لتسألن به البحر، ولئن نظرت إليه لترين به البدر، ولئن سمعت كلامه لتجدن به السحر".
المثال الثاني: قولي صانعا مثلا:
*فتى كنت أرتاب في شأنه * وأحسبه ماكرا فاسقا*
*فلما تقصيت أسراره * رأيت به ورعا صادقا*

حسن التعليل.


أن يدعي المتكلم مزخرفا كلامه علة لوصف ما ثابت أو غير ثابت، وهذه العلة التي يدعيها مناسبة للوصف باعتبار لطيف غير حقيقي، والعلة الحقيقية خلاف ما ادعى، وقد يكون ذكر الوصف على سبيل الادعاء الذي لا حقيقة له أيضا.
فالوصف المذكور: إما أن يكون ثابتا أو غير ثابت، والثابت إما أن تكون له علة ظاهرة غير ما يدعي المتكلم، وإما أن لا تكون له علة ظاهرة.
فحسن التعليل يكون بأن يستبعد الأديب صراحة أو ضمنا علة الشيء المعروفة، ويأتي بعلة أدبية طريفة مستملحة تناسب الغرض الذي يقصد إل...يه.
أمثلة:
المثال الأول: قول المتنبي يمدح "هارون بن عبد العزيز":
*لم تحك نائلك السحاب وإنما * حمت به فصبيبها الرحضاء*
أي: لم ترد السحب أن تتشبه بعطائك المتتابع، وإنما هو عرق الحمى التي نزلت بها حسدها من جودك، وعلة السحب إذ تمطر معروفة.
الصبيب: ما ينصب من ماء وغيره.
الرخضاء: العرق الكثير، والعرق إثر الحمى.
ادعى المتنبي أن السحاب قد أمطرت بسبب ما أصابها من الحمى التي نزلت بها إذ حسدت جود ممدوحه. ونفى تعليلا آخر كان يمكن أن يعلل به، وهو أيضا تعليل ادعائي لا حقيقة له، وهو أنها أرادت أن تحاكي وتقلد ممدوحه في الجود.
المثال الثاني: قول أبي تمام:
*لا تنكري عطل الكريم من الغنى * فالسيل حرب للمكان العالي*
عطل الكريم من الغنى: أي: خلو الكريم من الغنى، يقال: عطل يعطل عطلا، إذا خلا.
فعلل فقر الكريم بعلة ادعاها زخرفيا في الكلام دون مستند من الحقيقة. هو أن ذا المكانة الرفيعة لا يكون غنيا، قياسا على أن السيل لا يصل إلى المكان العالي، وعبر عن ذلك بأنه حرب له.
المثال الثالث: قول المتنبي من قصيدة يمدح بها بدر بن عمار:
*ما به قتل أعاديه ولكن * يتقي إخلاف ما ترجوا الذئاب*

الاثنين، 12 يناير 2015

اختبر مهاراتك في اللغة العربية.

التجريد في اللغة العربية


 التجريد في اللغة: قشر الشيء، كقشر اللحاء عن الشجرة حتى تكون مجردة من لحائها، وإزالة ما على الشيء من ثوب ونحوه، وتعريته، وإزالة ما على الجلد من شعر ونحوه.
التجريد في الاصطلاح هنا: أن ينتزع المتكلم الأديب من أمر ما ذي وصف فأكثر أمرا آخر فأكثر مثله في الصفة أو الصفات على سبيل المبالغة.
ويظهر لنا معنى المبالغة حينما نلاحظ أنها قائمة على ادعاء أن الشيء الذي ينتزع منه مثله على سبيل التجريد هو بمثابة الذي يفيض بأمثال ما يستخرج منه دواما.
فمن قال: "لي من فلان صديق حميم"... فكأنما جرد فلانا من كل ظواهره واستخرج منه صديقا حميما.
قال "أبو علي الفارسي" في سبب تسمية هذا النوع بالتجريد:
"إن العرب تعتقد أن في الإنسان معنى كامنا فيه، كأنه حقيقته ومحصوله، فتخرج ذلك المعنى إلى ألفاظها مجردا عن الإنسان، كأنه غيره، وهو هو بعينه، كقولهم:
لئن لقيت فلانا لتلقين به الأسد، ولئن سألته لتسألن منه البحر.
وهو عينه الأسد والبحر، لا أن هناك شيئا منفصلا عنه أو متميزا منه.
...وعلى هذا النمط كون الإنسان يخاطب نفسه حتى كأنه يقاول غيره، كما فعل "الأعشى" في قوله: "ودع هريرة إن الركب مرتحل"...
ويكون التجريد بأساليب من التعبير، منها الأساليب التالية:
الأسلوب الأول: التجريد باستخدام حرف الجر "من" داخلا على المنتزع منه.
أمثلة:
المثال الأول: قولهم: "لي من فلان صديق حميم".
(1/792)
أي: بلغ من الصداقة والمودة الصحيحة مبلغا صح معه أن يستخرج منه صديق آخر مثله في صفاته، فهو منبع أمثاله.
المثال الثاني: قول الله عز وجل في سورة (آل عمران / 3 مصحف/ 89 نزول):
{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون}.
أي: ولتكونوا يا أيها الذين آمنوا بمحمد وبما جاء به عن ربه أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
الأسلوب الثاني: التجريد باستخدام "الباء" الجارة داخلة على المنتزع منه.
أمثلة:
المثال الأول: أن تقول: "لئن سألت فلانا لتسألن به البحر، ولئن نظرت إليه لترين به البدر، ولئن سمعت كلامه لتجدن به السحر".
المثال الثاني: قولي صانعا مثلا:
*فتى كنت أرتاب في شأنه * وأحسبه ماكرا فاسقا*
*فلما تقصيت أسراره * رأيت به ورعا صادقا*

الأحد، 11 يناير 2015

مِنْ رَوَائِعِ الشِّعْرِ وَ الْحِكْمَةِ



كفاك ربك كم يكفيك واكفةً ..
كفكافها ككمين كان منك لكا !
...
تكرّ كرًّا ككرّ الكرّ في كبــــدٍ ..
تبكي مشكشكة كلكلكٍ لككا !
كفاك ما بي كفاف الكاف كربته ..
يا كوكبًا كان يحكي كوكب الفلكا !
....................... .............. ........ ..... .. . يقال أن هذه الأبيات للإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و يقال لشاعر كان في السجن و له في ذلك قصة و يقال غير ذلك .... ويقال أنه مما افتراه الشيعة على الإمام علي رضي الله عنه ... و الله تعالى أعلم .

الجمعة، 9 يناير 2015

"اللغة العربية أصل اللغات كلها"


يقول الدكتور /عبدالرحمن أحمد البوريني في كتابه "اللغة العربية أصل اللغات كلها" : (واللغة العربية هي اللغة الصحيحة :"قرآنًا عربيًا غير ذي عوج " فاللغة العربية هي الأنسب لقرآن غير ذي عوج ، واعوجاج اللسان : هو انحرافه عن المسار الصحيح ،ذلك المسار الذي يتحقق به البيان...ويمكن أن يكون مصطلح (عروبة اللسان ) مرادفًا تمامًا لمصطلح (استقامة اللسان)الذي عكسه (انحراف اللسان ) المسمّى (عُجْنة )،إذن فهي العربية الواضحة التي نفهم وضوحها من اسمها نقول :أعرب م...ن رأيه:أي أوضحه وبيّنه ، ودليل وضوح العربية التفصيل "كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًا لقوم يعملون " فقد كان حكم الله -سبحانه وتعالى- بأفضلية اللغة العربية على غيرها وتمييزها بالخصوصية التي لاتكون لسواها أصوب وأصدق حكمًا ، فهي اللغة المبينة الموضحة :"نزل به الروح الأمين ،على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين"فهي اللغة الصحيحة التي لم تشوهها اللهجات ، وهي اللغة السليمة وغيرها ينوء بالعجمة ،تُرى !هل هناك أنسب من هذه اللغة الشريفة السليمة ، ذات البيان والاستقامة ، والتفصيل لإعطائها آدم_عليه السلام_ ؟
إن المسلم المؤمن بربه ، ويأن القرآن كتاب الله الكريم أقرب إلى الاقتناع بأن اللغة العربية هي لغة آدم-عليه السلام- : "خلق الإنسان ، علمه البيان").

تعلم اللغة العربية

اللغة العربية من العلوم ذات الشأن العظيم ،فبتعلمها يستطيع الإنسان أن يعرف صواب الكلم من خطئه ، وأن يسلم لسانه من اللحن في النطق ، وأن ينجو القلم من الزلل في الكتابة ، والعقل من الخطأ في فهم الكلام وفي ذلك تكيم للمرء بين أصحابه ،وقيل :
النحو يبسط من لسان الألكن ....والمرء تكرمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلها ....فأجلها منها مقيم الأسلن
لذا اهتم السابقون باللغة العربية ، وخافوا اللحن فدعوا إلى تعلم اللغة الصحيحة ، كما يتضح من الآثار الكثيرة التي وردت عنهم في هذا الشأن و...التي منها :
قول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه - : (لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ وألحن ).
وقيل لعبدالملك بن مروان :أسرع إليك الشيب ،فقال: شيبني كثرة ارتقاء المنبر ومخافة اللحن .
وقال حمّاد بن سلمة :" مثل الذي يطلب الحديث ولايعرف النحو كمثل الحمار في رأسه مخلاة ولاشعير بها ".
وقال علي بن حمزة الكسائي (ت:189):
إنما النحو قياس يتبع ....وبه في كل أمر ينتفع
فإذا أبصر النحو فتى .... مرّ بالنطق مرًا فاتسـع
فاتقاه كل من جالسه ....من جليس ناطق أو مستمع
وإذا لم يبصر النحو الفتى....هاب أن ينطق جبنا فانقطع
فتراه ينصب الرفع وما....كان خفض ومن نصب رفع
يقرأ القرآن لا يعرف ما ....صرف الإعراب فيه وصنع

أَهَمِّيَّة الْنَّحْو :


لَا نِزَاع أَن الْنَّحْو هُو قَانُوْن الْلُّغَة الْعَرَبِيَّة ، وَمِيْزَان تَقْوِيْمِهَا ؛ وَمَعْلُوْم أَن الْلُّغَة الْعَرَبِيَّة هِي رَأْس مَال الْكَاتِب ، وَأَس مَقَالَه، وَكَنْز إِنْفَاقِه .
وَحِيْنَئِذ فَيُحْتَاج إِلَى الْمَعْرِفَة بِالْنَّحْو وَطُرُق الْإِعْرَاب، وَالْأَخْذ فِي تَعَاطِي ذَلِك حَتَّى يَجْعَلَه دَأْبُه، وَيُصَيِّرُه دَيْدَنه ؛ لِيَرْتَسِم الْإِعْرَاب فِي فِكْرِه، وَيَدُوْر عَلَى لِسَانِه ، وَيَنْطَلِق بِه مَقَال قَلِمَه وَكَلَّمَ...ه، وَيَزُوْل بِه الْوَهْم عَن سَجِيَّتِه ، وَيَكُوْن عَلَى بَصِيْرَة مِن عِبَارَتِه. فَإِنَّه إِذَا أَتَى مِن الْبَلَاغَة بِأَعْلَى رُتْبَة وَلَحْن فِي كَلَامِه، ذَهَبَت مَحَاسِن مَا أَتَى بِه و انْهَدَمَت طَبَقَة كَلَامِه وَأُلْغِي جَمِيْع مَا حَسَّنَه، وَوَقَف بِه عِنْد مَا جَهِلَه .
صُبْح الْأَعْشَى فِي صِنَاعَة الْإِنْشَاء لِلْقَلْقَشَنْدِي .

مِن أَلْقَاب أَئِمَّة الْلُّغَة وَالْنَّحْو

* سِيْبَوَيْه :
لُقب إِمَام الْنَّحْو ، وَهُو لَفْظ فَارِسِي مَعْنَاه : رَائِحَة الْتُّفَّاح ؛ قِيَل : كَانَت أُمُّه تُرَقِّصُه بِذَلِك فِي صِغَرِه ، وَقِيْل : كَان مِن يَلْقَاه لَا يَزَال يَشَم مِنْه رَائِحَة الْطِّيْب ، فَسُمِّي بِذَلِك ، وَقِيْل : كَان يَعْتَاد شَم الْتُفَاح ، وَقِيْل : لَقَب بِذَلِك لِلَطَافَتِه ، لِأَنّ الْتُّفَّاح مِن لَطِيْف الْفَوَاكِه .
* قُطْرُب : ...
لَازِم سِيْبَوَيْه ، وَكَان يُدْلِج إِلَيْه فَإِذَا خَرَج رَآَه عَلَى بَابِه ، فَقَال لَه : مَا أَنْت إِلَّا قَطـرَب لَيْل ؛ فَلُقِّب بِه.
( وَالْقُطْرُب : دُوَيْبَّة لَا تَسْتَرِيْح نَهَارِهَا سَعْيَا ) .


* الْمُبَرِّد :
قَال السِّيَرَافِي : لَمَّا صَنَّف الْمَازِنِي كِتَابَه " الْأَلِف وَالْلَّام " سَأَل الْمُبَرِّد عَن دَقِيْقَه وَعَوِيْصَه فَأَجَابَه بِأَحْسَن جَوَاب ، فَقَال لَه : قُم فَأَنْت الْمُبَرِّد
( بِكَسْر الْرَّاء ) أَي : الْمُثْبِت لِلْحَق ؛ فَغَيْرُه الْكُوْفِيُّوْن ، وَفَتَحُوا الْرَّاء.

* نِفْطَوَيْه :
اسْمه إِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّد بْن عَرَفَة ، لَقَب بِذَلِك تَشْبِيْها بِالْنِّفْط لدَمَامَتِه وَأَدِمْتَه ، وَجَعَل عَلَى مِثَال سِيْبَوَيْه فِي الْنَّحْو إِلَيْه .

* مَعَاذ الْهِرَّاء :
قِيَل لَه ذلِك ، لِأَنَّه كَان يَبِيْع الْثِّيَاب الْهَرَوِيَّة .

الْمُزْهــر لِلسْيُوطـي : ( 2 / 426 ـ 429 ) .

الفرق بين كلمة ( مَيّت ) وكلمة ( مَيْت )


- المَيْت : الذي مات أي : فارق الحياة ، وجمعه أموات .
قال تعالى : ( لنحيي به بلدة مَيْتًا ) .
...
- أما المَيّت : الذي يوشك أن يموت ، ومن في حكم الميت وليس به .
قال تعالى : ( إنّك ميّت وإنّهم ميّتون ) .
أي : بصدد أن يموت ؛ فالخطاب للرسول – صلى الله عليه وسلم - ولقومه ومهم ما زالوا أحياء .
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي – رحمه الله - : أنشدني أبو عمرو بن العلاء :
أيا سائلــــــي عن مَــيْت وَ مــَيّت
فدونــــك قد فسرت إن كنت تعقل
فمن كان ذا روح فذلــــــــك مَـــيّت
وما المَيْت إلا من إلى القبر يحمل

- الفرق بين (الخَاطِئ ) و ( المخْطِئ ) -


( الخَطَأ ) هو ارتكاب المخالفة من غير عمد فيشمل ذلك الجهل فيها .
يقال : ( أَخْطَأ ) . ويقال : ( خَطِئ ) .
واسم الفاعل من الفعل (أَخْطَأ ) هو ( مخْطِئ ) ؛ لأنه رباعي - واسم الفاعل من غير الثلاثي يصاغ على وزن فاعله مع قلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر-
...
أما اسم الفاعل من ( خَطِئ ) هو ( خَاطِئ ) ؛ لأنه ثلاثي - و اسم الفاعل من الثلاثي يصاغ على وزن فاعل - .
بالتالي اسم الفاعل من الثلاثي (خَاطِئ ) هو الذي يرتكب المخالفة بقصد ، ويعمل المعصية بقصد المعصية فنقول : هذا خاطئ .
أما إذا فعلها غير قاصد فنقول إنه ( مخْطِئ ) .
وقد اتضح هذا الفرق الدقيق بين الاستعمالين في قوله تعالى :
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) البقرة : 286 .
وَرَدَ هَذا الاستعمالُ على لسان المؤمنين ، فدلّ على أنّهم عند ارتكابهم للخطأ لا يعمدون إليه .
وألفاظ القرآن كلها جاءت معجزة بدقتها وحسن استعمالها في مواضعها المناسبة .