الجمعة، 26 ديسمبر 2014

اللغة والشعوب

قال الأستاذ مصطفى صادق الرافعى - رحمه الله -
فى كتاب " وحي القلم" :
ما ذَلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُهُ فى ذهابٍ وإدبارٍ ،
ومن هذا يفرِضُ الأجنبيُّ المستعمرُ لغتَه فرضاً على الأمةِ المستعمَرَة ، ويركبهم بها ويُشعرهم عَظَمَته فيها ، ويَستَلحِقُهُم من ناحيتها ،
فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً فى عملٍ واحدٍ :...
أما الأولُ : فحبْسُ لغتهم فى لغتِهِ سِجناً مؤبداً .
وأما الثاني : فالحكمُ على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً .
وأما التالثُ : فتقييدُ مستقبلهم فى الأغلالِ التى يصنعُها ،
فأمرهم من بعدِها لأمرِهِ تَبَعٌ . "
إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ . والتاريخ صفة الأمة ،
كيفما قلَّب أمر الله ، من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق