الجمعة، 26 ديسمبر 2014

قصيدة في حبِّ الفصحى



من أينَ أبدأُ والفؤادُ متيَّمٌ. ................والشوق يفتك بالأسير المُغْرَمِ
من أين أبدأُ كي أبثَكِ لوعتي........... يا نور صبح في الظلامِ الأسحمِ
سُحِرَ الفؤاد بلحظةٍ فتانةٍ............... فسلي فؤادك عن هوانا تعلمي...
دَبَجت من لون المداد قصائدي واليومَ أسكب في هوى الفصحى دمي
كانت علومُكِ في الحياة هدايتي...............مثل اهتداء مُضَيَّعٍ بالأنجُمِ
بل كنت في بحرِ الضياعِ سفينتي. .....كالطفل في حضن الأحبة يرتمي
هل تذكرين عهودَ وصلٍ بيننا...............منذ الصبِّا كانت حروفُك ملهمي
رتلتُ من آيِ الكتاب وسحره ................ ونهلتُ من نبعِ القران المُفْهِمِ
فسلوا قريشًا عن بديعٍ معجزٍ...............خضعت قريشٌ للفصيح المفْحِمِ
عَجَزَ الأكابرُ في عكاظَ بجمعهم............عن لفظة تحكي جمالَ المحْكَمِ
فترى النوابغ مطرقين لنظمه......................ما بين مضطرب وآخرَ مُلْجَمِ
قومت بالنحو الشريفِ مقاصدي...........ليست تحيد عن الرماية أَسْهُمِي
وإذا الفتى ولجَ العلوم بغيره...................ويلُ الشريعة من جهولٍ مُقْحَمِ
وحفِظْتُ من نظمِ القريضِ قصائدًا ........هي راحتي عند الخطوب وعالمي
فاضبط حروفَكَ بالميزانِ وصرفِهِ ...............وابك الخليلَ إذا سمعتَ ترنُّميِ
وإذا تفاخر بالفرنج مُغَيَّبٌ ...........................ظن التقدم باللسان الأعجم
وبدا البغاثُ بأرضِنا مستنسرًا..................يرمي الفصيحة بالجمود المُعْقِم
أظهرتُ من كنز الجدود جواهرا .................وهتفت غيضا للحقود وللعمي:
(هل غادر الشعراء من متردَمِ................... أم هل عَرَفتَ الدار بعد توهمِ)
يأبى لساني أن يفارق دارها.........................ما الحبُ إلا للحبيبِ الأقومِ
وإذا أردت بأن أُحَدِّثَ مُعْجٍمًا.....................قال اللسان مفارقي ومخاصمي:
(يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلمي...................وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي)
كيف التحولُ عن جميل نعيمها......................والحُر يأنفُ من فراق المُنْعٍمٍ
سأذود رغم تألمي عن حصنها...........................لله والدين القويم تألمي
لو لم يكن من فضلها وجمالها..........................غير الكتاب وآيه لم تُظْلَمِ
حسبُ ابنةِ الضاد الكريمةِ أنَّها.........................لمحمدٍ يوم التفاخرِ تنتمي
شعر: أبو الفضل الأزهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق