الثلاثاء، 13 يناير 2015

الإرصاد


 الإرصاد وقد تسمى: التسهيم
الإرصاد في اللغة: التهيئة والإعداد، يقال لغة: أرصد الشيء للشيء إذا أعده له، ومنه: أرصدت الجيش للقتال، والفرس للطراد.
والإرصاد في الاصطلاح: أن يجعل قبل آخر العبارة التي لها حرف روي معروف (وهو آخر حرف يبنى عليه نسق الكلام) ما يدل على هذا الآخر. فقد يأتي به السامع قبل أن ينطق به المتكلم.
وقالوا في الإرصاد: إنه من محمود الصنعة فإن خير الكلام ما دل بعضه على بعض....
وأطلق عليه بعضهم عنوان "التسهيم" وهو مأخوذ من وضع صورة السهم، للإشارة به إلى المكان المقصود، أو المعنى المقصود، ومعلوم أن إعداد ما يلزم في أول الكلام لمعرفة ما سيأتي في آخره هو بمثابة وضع صورة السهم التي يشار بها إلى المقصود.
أمثلة:
المثال الأول: قول اله عز وجل في سورة (سبأ/ 34 مصحف/ 58 نزول):
{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي? إلا الكفور}.
إن مقدمة هذه الآية يدل المتلقي على الكلمة الأخيرة منها، فمن سمع:

{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي?} قال دون تفكير طويل: {إلا الكفور} إذا كان قد سمع آخر الآية قبلها وهو قوله تعالى: {بلدة طيبة ورب غفور}.
المثال الثاني: قول عمرو بن معد يكرب:
*إذا لم تستطع شيئا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع*
فكلمة "تستطيع" يأتي بها السامع قبل أن ينطق بها المتكلم، لأن أول الكلام موطئ وممهد لها، وفيه ما يشير إليها كإشارة السهم إلى الجهة المقصودة.
المثالث الثالث: قول زهير بن أبي سلمى:
*سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم*
فكلمة "يسأم" يأتي بها السامع قبل أن ينطق بها المتكلم، لأن أول الكلام موطئ لها.
المثال الرابع: قول البحتري "الوليد بن عبيد":
*أبكيكما دمعا ولو أني على * قدر الجوى أبكي بكيتكما دما*
الجوى: شدة الوجد من عشق أو حزن.
فلو وقف المتكلم عند "بكيتكما" لقال السامع "دما".
المثال الخامس: قول البحتري أيضا:
*أحلت دمي من غير جرم وحرمت * بلا سبب يوم اللقاء كلامي*
*فليس الذي حللته بمحلل * وليس الذي حرمته بحرام*
فلو وقف المتكلم عند "حللته" لقال السامع "بمحلل".
ولو وقف عند "حرمته" لقال السامع "بحرام".
لأن السوابق تدل على كلمة الختام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق