الأربعاء، 14 يناير 2015

أمير في السجن.


يروى أن الأمير والشاعر الأندلسي المعتمد بن عباد, صنع يوما لزوجته وبناته حوضا ملأه بالطين وعطره بالمسك والكافورد، وجعلهن يخضن فيه، وذلك بعد أن شاهدن بعض العاملات أثناء عملهن في صنع الأواني الفخارية فاشتهين أن يعملن مثلهن، ثم دارت الأيام وأصبح مصير الأمير الشاعر في السجن، في مدينة اسمها (أغمات)، وتحولت حاله من الغنى والبذخ إلى الفقر والفاقة، وجاءت بناته حافيات يزرنه في العيد، فأنشد يقول:
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا فجاءك العيد في (أغْمات) مأسورا...
ترى بناتك في الأطمار جائعةً يغزلن للناس لا يملكن قِطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعةً أبصارهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطَـأْنَ في الطين والأقدام حافيةٌ كأنها لم تطـأْ مسكا وكافورا
قد كان دهرُك إنْ تأمرْهُ ممتثلاً فردَّك الدهر منهيَّاً ومأمورا
من بات بعدك في ملك يُسَرُّ به فإنما بات بالأحلام مغرورا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق